{

يا معلمي العالم، ارشدوا (4) : لا إنساني

  • الرئيسة
  • يا معلمي العالم، ارشدوا (4) : لا إنساني
يا معلمي العالم، ارشدوا (4) : لا إنساني

  • مشاركة المقال :

يا معلمي العالم، ارشدوا (4) : لا إنساني

من مصطلحات العصر النمطية، التي تلاك مثل العلك أو حتى مثل مطاط قذِر على الألسن غير الذواقة،

 

 

مصطلح "إنساني"، فهذا إنساني، وهذا ليس إنسانيًّا،

 

ومن ثم كانت العفة "لاإنسانية" لأنها تكبِّل الحرية، وكان الفجور "إنسانيًّا" لأنه يعبِّر عن الحرية...

 

والحق أن هذه المرجعية الإنسانية يجب أن تُضبط بمعيار، وإلا اعتبر إبادة شعب كامل "إنسانيًّا"،

 

وقتْل ظالم مستبدّ متسلط "لاإنسانيًّا" كما هو الحال اليوم في "قاموس الإعلام الببغائي".

 

ومن الصواب القول: "إن تدريب البشر على أن يكونوا مجرَّد منتجين، وتنظيمهم في صفوف المواطنين الصالحين (المصفِّقين)، هو أيضًا لاإنساني".

 

ومن التحقيق اعتبار التعليم "لاإنسانيًّا":

 

  • إذا كان قائمًا على تلقين تعاليم حزبية.


  • إذا لم يكن يعلِّم الفرد كيف يفكِّر بطريقة مستقلة.


  • إذا كان يقدِّم إجابات جاهزة، ويقتل روح السؤال والشك وحيرة الذات.


  • إذا كان يعِدُّ الناس فقط للوظائف المختلفة بدلا من توسيع أفقهم.


  • إذا كان يستعير الصاع من عدوِّه ليكيل دقيقه.


  • إذا كان يفصِم الإنسان عن ذاته، ثم يُلبسه ذواتًا مشوَّهة، ويعرِضه في سوق النخاسة أو على مسرح عرائس القراقوز.


  • إذا كان مجرَّد بوق لنظريات وأطروحات جاءته من الغرب ومن الشرق، بلا روية ولا مشاركة حسب المفهوم الخلدوني: "ولع المغلوب بالغالب".


  • إذا كان يزرع إلى جوار المعلومة حزمةً من اليأس والقنوط، ويقنع التلميذ ظلمًا أنه حقير ودنيء وسيء الحظ، وأنه لا يصلح لشيء ولا حتى ليُرمى في الزبالة مثل القشّ...

 

فلينظر كلٌّ منّا كم هو تعليمنا "إنساني"، وكم هو غير إنساني؟ وكم نحن جادون أو غير جادين في "أنسنة التعليم"، بروح ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾(الإسراء:70).

 


...يُتبع

-----------------------------

موقع فيكوس

 

طالع أيضا:

 

يا معلِّمي العالَم، ارشُدوا! (1) : الصبيانية وروح العصر 

يا مُعَلِّمِي العالم أرشدوا (2) : من ضغط البرنامج إلى ضغط الروح

يا معلمي العالم، ارشدوا (3) : أيَّ تعليم نمارس؟

 

 

 

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *