{

هدية لنفسي

هدية لنفسي

  • مشاركة المقال :

هدية لنفسي

 

 تحل­ علينا الأيام ، من أحلاها ومرها ، وتشرف علينا مناسبات كثيرةكالأعياد والحفلات أو ذكرى جميلة ...إلخ

فنحاول اختيار أجمل الهدايا لنهديها لمن يهمنا أو نحبه ، لكن السؤال المطروح :هل فكرت أن تهدي نفسك يوما هدية؟

بالطبع ستقول هذا هراء، لكن في الحقيقة ليست كل الهدايا تُشترى أو مادية ، فكرنا في ذلك لأننا نفهم بأن الهدية تساوي شراء.

فهل حاولت مثلا أن تهدي لنفسك الحب الذي تحتاجه؟

أن تحبها وتصونها فكثيرا من الأحيان نسمع من الأشخاص من ينعتون أنفسهم بأسماء وصفات لا خير فيها ،أوليستنفسك من خلق الله سبحانه وتعالى؟

إذن فلماذا تقسو عليها بالكلام الجارح ؟فالحب تقدمه بنفسك لنفسك،" إذ أن رؤيتك السلبية لنفسك سبب فشلك في الحياة "

وهل حاولت يوما أن تهدي لنفسك الثقة :

تثق بها وتعزهاوتعلم دائما أن الحياة تفتح لك الأبواب باعتزازك وثقتك بنفسك لا بذِلّكَ لها فعندما تحبط نفسك كأنك ترسل لها قنابل من السوء إذ بدون الثقة بالنفس لن تستطيع تحقيق النجاح.

وهل أهديت لنفسك الأحلام؟

أفضل ما تقدمه لنفسك هو الأحلام فعندما تحلم يكون لك هدفٌ تريد تحقيقه يوما ما وهو الذي سيعطي لك طعما للحياة ،فالهدف والطموح من أهمّ الأشياء التي قد تهديها لنفسك فلا تحبس طموحاتك وأحلامك ، وثق بنفسك فلا تيأس لكي تبلغ هدفك ،إذ أنّ كلّ واحد منا من أساتذة وتلاميذ لهم أحلامهم الخاصة وأهدافهم المعينة.

ياترى هل قدّمت السعادة لنفسك؟

إن الحياة بدون سعادة لا تساوي شيئا ، لذلك قدّم لنفسك السعادة بتوفير سبلها لكي تصل إليها فالسعادة لا يستطيع أي إنسان تقديمها لك فأنت الوحيد وراء سعادتك و أنت الوحيد وراء تعاسة نفسك .

ماذا عن الرضا؟

فهدية الرضا أهم الهدايا ، إذ ترضى بنفسك في جميع الأحوال، وترضى على ما قدّره الله لك في أوقات الصعاب وفي أوقات السعادة، فمثلا إن أخفقتفي شيئ ما ارضى بنفسك وبقدر الله ، ولا تستسلم، فبعد حلول ظلمة الليل تبزغ شمس النهار.

إذن حاول دوما ولا تستسلم ، وأخصّ بالذّكر كل تلميذ مع مشواره الدّراسي، وكلّ أستاذ في درب تعليمه فعليه أن يتحلى بالصبر ليفوز بفوز تلامذته .

في كلّ هذا مازلنا لم نذكر ما هو أهم ألا وهو عدم مقارنة نفسك بالأخرين:

أتذكر بيت الشاعر حين قال:

ذَرُوني أكن في الحَياة أنا*أنا لسْتُ أنتم ولستم أنا

دَعوني أُقرر مَصيري أنا*لأن المصير مَصيري أنا

فيا تلميذ ويا أستاذ عليك أن تعلم أن مقارنة نفسك بغيرك هي أسوء الأسباب التيقد تجعلك تكتم مواهب كثيرة،وتقودك إلى الإحباط وضعف العزيمة ، فنعلم أنّ لكلّ واحد منا مواهبه الخاصّة التي يتميز بها، وسوف يتميز بها في المستقبل « اعلم أن المستقبل ينتظرك بالأفضل »

في الأخير أتمنى أني قد بلغت رسالتي المتواضعة إلى كل شخص وأستاذ وتلميذ، وعلم أن للنفس أيضا هدية،فلا تسهو عليها وتنساها.

9 تعليقات:

  1. نانة زرقون

    ما شاء الله تعبير رائع واصلي على هذا المنوال يا اختي حفصة

    مصطفى بن باحمد مصباح

    ما أحوجنا في هذه الأيام أن نرضى بما قسمه الله لنا وأن نعزز الثقة بأنفسنا ان الله لا يغير ما بحالنا حتى نغير ما بانفسنا، موضوع جيد وفي وقته المناسب فمزيدا من التألق والتفوق طالبتنا حفصة فأكثري من المطالعة لتتواصل الكتابة ، فشغلي فكرك ليتحرك قلمك كان الله في عونك والسلام عليك

    رمضان رقية

    ماشاء الله يا حفصة حافضتك يانعة بالابداع والرقي .افقك الرئ فمعضم الناس ينخدع بالمظاهر كما قالت الحكمة لا تخدعنك المظاهر فهدوئ المقابر لا يعني ان الجميع في الجنة بارك الله فيك ووفقك وسلام عليكم

    your friend nassima

    كفيت ووفيت عزيزتي حفصة.... حقا فللنفس علينا حقوق وحقوق إن نحن وفيناها حقها كان ذلك لصالحنا طبعا وإهمالها أيضا سيجني نتائج سلبية علينا إذن طريقة معاملتنا لأنفسنا تعود علينا إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر.مقالك في غاية الروعة فلقد أعجبني كثيرا فشكرا لك صديقتي حفصة نحن ننتظر بتلهف المزيد فلا تبخلي علينا .وأتمنى لك التوفيق في مشوارك والسلام عليكم.

    كاره حمو بن قاسم

    السلام عليكم ورحمة الله، صدقت أيتها الطالبة النجيبة، ففي خضم الحياة ننسى ونهمل أنفسنا، فمزيدا من التألق

    الحاج موسى إبراهيم

    بارك الله فيك طالبتنا المجدة، أنا أشاطرك الرأي فيما ذهبت إليه فحقا إذا لم نعط لأنفسنا ما تستحقها لن نستطيع تقديم أي شيء جميل لغيرنا فكما يقال " فاقد الشيء لا يعطيه" . أحسنت على مقالك ومزيدا من الإبداع والتألق .

    assia baha

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وبعد: بارك الله فيك صديقتي حفصة على هذا الموضوع الرائع والمميز حقا لقد صدقتي ... لم نفكر أبدا,أبدا ..أن نعطي لأنفسنا ماتستحقها ولو بقليل خاصة الأكثر هو مقارنة أنفسنا بالأخرين ...وأظن اننا لن نستطيع القيام بعمل إلا بمقارنة انفسنا مع أحد اخر وهذا شيء خاطئ نتمنى أن يزول من أي شخص ويقارن نفسه بنفسه .. وشككككرا جزيلا على هذا أتمنى لك المزيد من التوفيق مستقبلا ان شاء الله . لكن أرجو منك أن تقدمي لنا بعض الحلول حتى نتمكن من عدم مقارنة أنفسنا بالأخرين والسلام عليكم.

    ابن صالح إبراهيم بن محمّد

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بورك فيك طالبتي الفاضلة على مقالك الرّائع والذي ينمّ عن وعيك الكبير بأهمّيّة الاهتمام بالذّات و تحفيزها بالهدايا التي تبعث فيها الأمل والتفاؤل فما أحوجنا لهذه الأمور في هذه الظروف التي نعيشها في عصرنا الحالي وفي أيامنا هذه نسأل الله أن ينزل علينا ولعى سائر الأمة الإسلامية عافيته ورحمته، آمين يارب العالمين.

    D Amira Linda

    اجمل الكلام قلت وباروع العبارات عبرت ...صحيح نحن بحاجة لاسعاد انفسنا فاحيانا تشغلنا الظروف باسعاد الاخرين وننسى اسعاد انفسنا وللنفس علينا حق يجب ان نحبها ونحميها ونعطيها حقها كما يلزم ... جربت الف محبة ومحبة فوجدت افضلها محبة ذاتي ,فالحب اصبح متشابها كتشابه الاوراق في الغابات كل الدروب مسدودة وخلاصنا في الرسم بالكلمات ... ولكي لا نخسر انفسنا لا نقلد غيرنا ولا نقارن حياتنا بالاخرين ولا نتحدى الا ذاتنا .

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *