{

نقطة تحول

نقطة تحول

  • مشاركة المقال :

نقطة تحول

أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 

إنّ في الحياة الكونية التي نعيشها نتذوّق حلوَها ومرَّها، ونسعدّ تارة ونحزن أخرى لابدّ من نهاية وحدّ لها، كما يكون للماء سدّ يمنعه من مواصلة المشوار والجري باستمرار. هذه هي سُنّة حياتنا اليومية، يوم يمرّ والآخر يليه وهكذا نحن نعيش دواليك، كما لا يمكن لنا إيقاف عقارب السّاعة أو حتّى أمرها بذلك، وهذا بالتّمام مكافئ للحياة الدّراسية أيّامٌ تمضي وشهور تنقضي وتمرّ الفصول واحدة تلو الأخرى. فقد مرّ الفصل الأوّل ونال فيه من اجتهد جائزته ومن تكاسل فيه عاقبه، وأتت بعده الإجازة الّتي يرتاح فيها الطّلبة وأساتذتهم ليشحنوا البطّاريات من جديد حتّى يستطيعوا مواصلة المشوار الدّراسي بنجاح.

 

وبنفس الحكاية مرّ الفصل الثّاني لكن بعزيمة واجتهاد ونشاط أكبر، تنافس فيه الطّلبة والتّلاميذ فيما بينهم على الرّتب الأولى والوصولِ إلى القمّة للظّفر والفوز وتحقيق معدلات مبهرة ليحطّموا به الأرقام القياسية ويشبعوا رغباتهم. هكذا هي حياتنا، تنافس شريف، سباقات وتحديّات، إرادة وعزيمة لنيل المراكز الأولى بعد تعب وكدّ وسهر للّيالي. ومن هنا إخواني الطّلاب أخواتي الطّالبات حتى تكونوا من هؤلاء المتميّزين الأوائل أتقدّم إليكم ببعض النّصائح من تجربة عشتها شخصيًّا:

 

أولا: التّقرب إلى الله أكثر، والحرصَ على طاعته فثمّت حياة جميلة لا تراها وأنت بعيد عنه. فأنا عندما قمت بذلك تغيرت حياتي جذريا وصارت أموري تُنجز وحدها بدون أن أبذل مجهودا متعبا، ومشاكلي صارت تُحلّ وذلك بالدّعاء لله تعالى والشّكوى إليه لا للنّاس، فأنا متيقّنة حقّا أنّه سميع مجيب.

 

ثانيا: طاعة الوالدين وعدم عصيانهما ولو في أمور بسيطة جدّا، فهما مفتاح كلّ خير، فكما قيل.. "رضا اللّه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما".

 

ثالثا: القيام ببرنامج يومي تقسّم فيه أعمالك حسب الأولويات، فالتّخطيط شيء مهمّ لتبق مرتاح البال لا مشتّت الذّهن، تقوم بعمل وعقلك في عمل آخر ينتظر.

 

رابعا: محاولة التّخلي ونسيان الملهيات والمغريات كالأنترنت وتصفّح المواقع الاجتماعية وما يتبعه من مضيّعات للوقت، فقد اقتنعتُ حقّا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع بل هي مجرّد عالم افتراضي لا غير، يُخرّبُ أذهاننا وعقولنا ويُنقص من مستوى تفكيرنا، وربّما بعضنا سيقول العكس أنّها تنمّي العلاقات وروح التّواصل والنّشر للاستفادة إلّا أنّ لكلّ شيء في هذا العالم إيجابيات وسلبيات.. فالأنترنت مثلا سلبياتها ضِعف إيجابياتها.. فالحذر مطلوب يا إخواني !!!

 

وفي الأخير هذا ما مرّت به تجربتي فقد غدوتُ سعيدة متيقّنة بقضاء الله وقدره، وفرحة برضا الوالدين ودعائهما لي بالخير، ومسرورة بإنجاز أعمالي حتّى نهايتها دون مشاكل، فلك يا ربّ ألف حمدٍ و شكر على ما أكرمتني به.

 

وأرجو أنّي قد أفدتكم بنصائحي هذه، وأنّكم قد اقتنعتم بها وفهمتموها جيّدا، فلا مانع لكم أن تجرّبوا وتروا النّتائج بأُمّ أعينكم وتلاحظوا التّغيير الشّاسع بين ما كنتم فيه وما أصبحتم عليه، وأدع الله لكم بالتّوفيق والنّجاح فيما تبقّى من المشوار الدّراسي إن شاء الله، ولا أنس أن أتقدّم بخالص تشكّراتي لأساتذتي الأكارم على ما بذلوه من جُهدٍ لا يعلمه إلّا الله.

 

                                   والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

---------------------------------------------------

ملاحظة : صورة المقال من إبداع الطالبة : نصيرة بنت نورالدين قصبي

3 تعليقات:

  1. نورالدين ح م

    مقال رائع يتحدث عن واقع الطالب المعاش نسأل الله أن يستفيد منه الطلبة ويستشفوا من عبره ويقتبسوا منه عبرات تعينه مستقبلا ، وأسأل الله أن يزيدكِ علما وحِلما

    RAIHANA

    ماشاء بوركت أختي نصيرة على موضوعك هذا فقد قدمت نصائح غالية. على الكل أن يستفيدوا منها وأملنا الكبير أن تصل إلى كل أذن غافلة سعت إلى العلم دون ترتيب للوقت ودعاء لله وطاعة للوالدين ولم يحاول أن يتخلى عن الملهيات والمغريات فلا شك أن هذا لن يصل إلى الهدف الذي يصبو إليه شكرا جزيلا أختي في الله.

    عئشة عمي سعيد

    اشكرك صديقتي على هده النصائح حقا افدتنا من تجربتك اتمنى لكي النجاح والتفوق ان شاء الله

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *