من تجاربي التعليمية: وضع أوراق التقييمات ( الفروض والامتحانات )
- لعلك كنت مثل معظم التلاميذ الحاليين والسابقين ممن يشمئز من ذكر كلمة الرياضيات، ويراها وحشا أو غولا أو طلاسم يصعب حتى على السحرة والمشعوذين حلها....
- لعله يوجد بين يديك كأستاذ أو ولي من يفكر من تلاميذك أو أبنائك لحد الساعة بهذا التفكير...
- لعلك حضرت يوما ما مراقبة تلاميذ من أي صنف ومستوى في تقييم للرياضيات ، ولاحظت السكون المخيم على المكان تارة كأنك في مقبرة أو جنازة، والذي تكسره تحسرات وآهات وتأفف بعض التلاميذ بين الفينة والأخرى، دون أن نتكلم عن وجوههم العبوسة المتحسرة على صعوبة الموضوع بصفة خاصة والمادة عموما...
إن لم تكونوا عشتم أعزائي هذه اللحظات،. فأنا أقول لكم أنني عشتها كطالب لسنوات دراستي في جميع مراحلها، أو كأستاذ لسنوات خلت....
وهذا ما ألجأني للبحث عن حلول جذرية لمعالجة هذه الظاهرة، ومحاولة تحبيب الرياضيات إلى تلاميذنا ، حتى يتمكنوا من التفكير المنطقي ليس في دراستهم فقط بل في سائر أمور حياتهم...
فبعد تجريبي لأسلوب التعليم النشط في تدريس الرياضيات ( والذي سوف نتطرق إليه في مواضيع لاحقة بحول الله ) والذي أتى أكله لحد الساعة في تحبيب المادة للتلاميذ...
جاء دور التفكير في إيجاد حل لوضعية الطالب في التقييم من جميع جوانبه، والذي يأثر بصفة مباشرة في تركيز الطالب والإجابة على أسئلة التقييم بأريحية وبهدوء....
دون أن ننسى العوامل التي تأثر في تركيز الطالب وتحصيله أثناء التقييم والتي من بينها:
- المناخ السائد في الفصل.
- الحالة النفسية للطالب في وقت التقييم .
- نوعية المادة الممتحن فيها والتي لها علاقة مباشرة بالأستاذ.
- الأستاذ المراقب للتقييم وطريقة مراقبته للطلبة.
- الرؤية الخاطئة التي ينظر إليها الطالب وعائلته والمؤسسة إلى التقييم : أنه مصيري ويحدد مستقبل الطالب...و..
- كيفية تحضير الطالب للتقييم........
- وأخيرا ورقة التقييم بحد ذاتها وكيفية وضع الأسئلة فيها وكيفية صياغتها وإخراجها، والتي هي موضوعنا اليوم.
بالنظر إلى اهمية ورقة التقييم في تركيز الطالب، حاولت ان أجرب بعض الصيغ المغايرة تماما للطريقة التقليدية ، والتي كانت تعتمد على كتابة التمارين والأسئلة بصفة روتينية، خاصة في الرياضيات التي يعتبرها البعض أنها جافة وغالبا ما يعبر عنها بلغة الأرقام : 1+1 ؟
حيث عدلت الورقة بأن أدخلت عليها تحسينات متمثلة في : وضع بعض النكت والحكم والمعلومات الطريفة في ورقة الامتحان بين التمارين.
ولقيت هذه التجربة استحسان وإعجاب جل من درستهم لحد الآن ، وكذا بعض الأساتذة والإداريين وحتى أولياء الطلبة ، ووصل الإعجاب إلى خارج المؤسسة.
واتذكر هنا حادثة طريفة وقعت لي في أول تجربة لهذا النموذج، حكاها لي أستاذ كان يراقب تلاميذي في امتحان للرياضيات قائلا:
" بينما أنا جالس في مكتبي مراقبا التلاميذ ، فإذا بي أرى بعض التلاميذ يضحكون وآخرون يبتسمون في أركان القاعة ( ولكن كل واحد لوحده )، فنهضت مسرعا لأستفسر الأمر، فسألت أحد التلاميذ عن سبب ضحكه، فأشار إلى الورقة ( مثلما أشارت مريم لسيدنا عيسى عليه السلام ) ، فأخذت الورقة لأقرأ ما يضحكهم ، ولم أشعر بنفسي إلا وانا اضحك معهم، فأرجعت الورقة للتلميذ فهرولت مسرعا إلى مكتبي لأقرأ الورقة المتبقية هناك، لأستمتع بالمعلومات الطريفة فيها..."
واضاف أستاذ ثاني آخر قائلا: " إنها المرة الأولى التي أقرأ فيها موضوع امتحان في الرياضيات التي كنت أمقتها....ولأول مرة أرى تلاميذ في امتحان الرياضيات يبتسمون ويضحكون منذ الدقيقة الأولى إلى آخر ثانية من الحصة.."
أما الأستاذ الثالث قال حول نفس التجربة: " و لأول مرة أرى التلميذ عند انتهائه من التقييم يخبا ورقة الأسئلة ويحافظ عليها دون أن يرسم فيها أو يكتب فيها كمسودة...".
والغريب في تجربتي الأولى أن الأساتذة الثلاث الذين كانوا يراقبون التلاميذ قدموا لي نفس ملاحظات الأستاذ الأول، هذا ما شجعني في تطوير هذه الطريقة واعتمادها.
ومن النقاط الأخرى التي تطرح في حصة التقييم: انتهاء بعض التلاميذ مبكرا من تقييمهم ( إما لذكائهم الحاد، أو لسهولة التقييم – وهذا أيضا ما يجب على الأستاذ المعني مراعاته أثناء وضعه لأسئلة التقييم: من مراعاة الوقت الكافي لذلك، ونوعية الأسئلة المطروحة.... والتي لها أساليب وطرق خاصة بها ليست مجال حديثنا الآن ).
وضعت هدية لكل تلميذ تقدم له عند الانتهاء من الإجابة على ورقته ومراجعتها وتسليمها للمراقب، فبدلا من أن ينشغل بالرسم والكلام والتشويش على زملائه...ينشغل بقراءة هديته، والتي غالبا ما تكون عبارة عن : ألغاز رياضية ، موضوع علمي أو ثقافي هام له علاقة بالرياضيات، أو سلسلة تمارين يبدأ في حلها ليتحصل على نقاط تحفيزية في المسابقة المعدة لذلك...
تنبيهات حول تطبيق هذه التجربة:
- أن لا تكون النكت والحكم الموضوعة في ورقة الأسئلة معقدة أو تحتاج إلى تفكير وتدبر لفهمها ، بل تراعى البساطة فيها قدر الإمكان..
- أن لا تكون أيضا معادة أو مما ألف سماعه.
- أن لا تكون تمس بالعرق أو الجنس أو ما شابه ذلك..
- أن يراعى فيها الاختصار قدر الإمكان.
- أن تأخذ بعين الاعتبار في توقيت التقييم الذي يعده الأستاذ سلفا.
- يمكن أن تكون النكتة عبارة عن صورة كاريكاتورية بسيطة ومعبرة.
ستجدون في المرفقات نماذج لبعض أوراق التقييم الخاصة بهذه السنة ( مستوى 4 م )
أتمنى ان تستفيدوا من تجربتنا المتواضعة وتثمنوا ما فيها من إيجابيات وتقترحوا حلولا وملاحظات لما ترونه غير مناسب أو تحسينات أخرىن ، وقل اعملوا ....
*********************************************************
المرفقات:
*******
- التقييم الفصلي الأول في الرياضيات 4 ذكور متوسط
- الفرض الثاني للثلاثي الأول في الرياضيات 4 ذكور متوسط
- سلسلة تمارين ووضعيات رقم 1
- هدية استاذ الرياضيات ذكور
- هدية أستاذ الرياضيات بمناسبة القدرات لامحدودة للإنسان الفرض 2
- هدية أستاذ الرياضيات من روائع الإعجاز العددي في القرآن
- الرقم7 هدية أستاذ الرياضيات بمناسبة الفرض 1
مشكور أستاذ مصطفى على هذه الافادة لقد طبّقت مع قسمي طريقة مشابهة لكن في الواجب المنزلي...بوضع ألغاز...ألعاب لغوية...رسومات للتعبير عنها...وقد اعجب التّلاميذ والأولياء بذلك...سأحاول تطبيق طريقتك بارك الله فيك أيّها الزّميل.