من تجاربي التعليمية : الوصفة العلمية
قد يبدو غريبا عنوان هذه التجربة، فقد عهدنا سماع كلمة الوصفة بما يكتبه الطبيب في ورقة مريضه من أدوية يقدمها له لشرائها من الصيدلي، طبعا يسلمها للمريض مقابل مبلغ مالي كحق من حقوق معاينته.
نعم لقد بدرت إلى ذهني هذه الفكرة ، فحاولت تطبيقها مع طلبتي .
بعد نجاح هذه التجربة مع طلبة 4م (لقد بدأت تطبيقها في مخيم طلبة 4 متوسط لتاونزة الذي عقد بدار القرآن بآت ئزجن بداية جوان 2014 )
حاولت كعادتي أن يكون جو المراجعة والمذاكرة بعيدا عن التقليد والتكرار ن فنحن نعلم أن الإنسان يمل عند تكرار نفس الأشياء وخاصة إذا كانت من نفس الشخص وفي نفس المكان...و...وهذا ما يسمى بالرتابة.
من هذا المنطلق ، أعدت تطبيق هذه التجربة الناجحة هذه السنة بعد الفرض الأول في الرياضيات مع طلبة 3م و4م ، حيث عرضت عليهم ورقة بحجم وصفة الطبيب سميتها : " الوصفة العلمية "، حيث شرحت لهم الهدف من هذه الورقة وذلك بقراءة محتوياتها كما يلي:
وصفة علمية
أنا الممضي أسفله الأستاذ : العلواني مصطفى
لقد زارني الطالب (ة ) :................................... عمره (ها ) : ..............................
المستوى الدراسي :.............................يوم :..........................................................
وبعد فحصي لورقة تقييمه(ها)، أشهد أنه (ها):.........................................................................................
...............................................................................................................................................................
فلذا أقدم له (ها) في هذه الوصفة العلاج التالي:
..............................................................................................................................................................
...............................................................................................................................................................
................................................................................................................................................................
................................................................................................................................................................
.
................................................................................................................................................................
غرداية في :.................................................
الأستاذ: مصطفى العلواني
الهدف من هذه التجربة:
- التجديد والهروب من الرتابة
- تقريب الطالب أكثر من الأستاذ ونزع الحاجز النفسي بينهما.
- علاج الطالب من النقائص التي يعاني منها في بعض الكفاءات بأسلوب جديد ممتع...
كيفية تطبيق هذه الوصفة:
في السنة السابقة: بعدما قدمت لطلبتي سابقا ملخصا لكل دروس الرابعة متوسط، و كتيبان يشملان شهادات متوسط سابقة في الرياضيات وبعض الشهادات الأجنبية وبعض المواضيع المقترحة وبعض النصائح والإرشادات والتوجيهات حول كيفية الاستعداد للشهادة وكيفية مراجعة كل مادة.
طلبت من الطلبة أن ينجزوا ما شاءوا من التمارين ومراجعة ما شاءوا من الملخصات، بشرط أنه كل ما ينتهي أحدهم من تمرين أو يتعثر في أية كفاءة يتقدم إلى زيارة الطبيب عفوا الأستاذ ليفحصه ويقدم لهم العلاج الكامل الشافي لهم بإذن الله...
في البداية ضحك الطلبة من الفكرة وتعجبوا لها......ولكن: بعد علاج بعض الحالات ، رأى الطلبة جدية العملية وفاعليتها ، فكلما تقدم طالب للزيارة ، أقدم له الوصفة، وأحدد له فيها بعض الأدوية الضرورية لشفائه حسب كفاءته المقدمة ،
مثلا: إذا كان يعاني من نقص في كفاءة الكسور وتوحيد المقامات والاختزال، اقدم له الدواء كما يلي:
- عليك بمراجعة درس الكسور...و... 1 ( مرة واحدة )
- عليك بإنجاز 03 تمارين في نفس الكفاءة
- في النهاية أحدد له موعدا لزيارة ثانية للطبيب كما يلي: عليك بالعودة يوم ...أو عندما تحسن بشفائك تماما من الداء ولا تقطع الدواء بمفردك إلا بعد استشارتي
عندما يزورني الطالب للمرة الثانية أتأكد من شفائه برؤية التمارين التي أنجزها ثم أسأله بعض الأسئلة حول الدرس، واقدم له تمرين في نفس الكفاءة ليحله أمامي، فإذا قدمت له رخصة شفائه ، يكتب هو بنفسه وراء الوصفة الأولى : أنني قد شفيت بإذن الله من.....والحمد لله. وإذا لم يشف أضيف له وصفة اخرى بمواصفات وكميات جديدة.
هذه السنة: أنادي كل طالب إلى مكتبي ليستلم ورقة فرضه مصححة، هنا أستعرض مختلف الكفاءات التي أخطأ فيها، ثم أقدم له ورقته ليذهب إلى مكانه ليقرأها بتمعن ويتحقق من مجموع نقاطه....
بعد انتهاء جميع التلاميذ ، أناديهم مرة أخرى إلى مكتبيواحدا تلو الآخر : هذه المرة كأنهم دخلوا عند طبيب ليعاينهم، حيث أسألهم أسئلة مختلفة:
- ما اسمك؟ عمرك؟ ما هو الهدف من الزيارة؟ مما تعاني؟ .....
والتلميذ يجيب بعفوية في نفس الوقت بما يحتاجه : أعاني من نقص هذه الكفاءات..
ثم أقدم له بعض النصائح عن ورقته، وأكتب له الدواء ( الذي هو عبارة عن تمارين ونصائح وتوجيهات تعالج تلك الكفاءات...)
وأقدم له مدة ليرجع إلي فيها لزيارتي بعد أن ينتهي من دوائه ، أو متى أحس بالشفاء ( التمكن من تلك الكفاءات..)
ملاحظات و توصيات :
على الأستاذ المعالج التعامل بجدية مع زيارة المريض له ، مع تقليده التام لدور الطبيب حيث يسأل الطالب المريض كأنه مريض حقيقي ويحاول فحصه بصفة عادية بتقديم بعض الأسئلة الخاصة بالطبيب ، وهذا ما يسمى في التعليم بالمحاكاة ولعب الأدوار.
- على الطبيب أن يسجل في دفتره كل الزيارات مع ما يعانيه مرضاه ومواعيد الزيارات اللاحقة.
- حاول أن يكون خطك ايها الأستاذ مشابها لخط الطبيب ،( والحمد لله بكون خطي رديء ولا يزال رغم محاولاتي المتكررة لتحسينه ، حتى أن بعض الطلبة علق على وصفاتي أنني أليق حقا طبيبا ولا أعرف هذا مدحا لي أم ذما ( للنكتة فقط ).)
- يستطيع الأستاذ أن يبعث بوصفة مماثلة للولي للإطلاع عليها والمتابعة ككشف طبي.
أنا في انتظار ملاحظاتكم وتقييمكم أيها الأساتذة حول التجربة، ولما لا تطبيقها إن أعجبتكم طبعا. والسلام عليكم.
أعجبتني الفكرة التي اهتديت إليها ، فهي جميلة ، و جديدة ـ تخرج من الروتين ـ و عملية جدا ، حيث أن التلميذ يصير ملما بالنقائص التي يعاني منها ، و سيعمل على معالجتها بنفسه ، طبعا بمساعدة الأستاذ، خاصة أنها وثيقة " الوصفة" مبوبة و واضحة ، و أنا أفكر في تطبيقها مع أقسامي ، خاصة أنني أحب تجديد الطرق في تعاملي مع التلاميذ، رغم أن عدد التلاميذ عندنا يصل إلى الأربعين في القسم.
كم من ابداع اصدرت يا زينون كم انت مبدع في الكتابة
أشكر الاستاد مصطفى على الطريقة التي يستعملها معنا التي تساعدنا على مراجعة الدروس التي لا زلنا لم نستوعبها جيدا
السلام عليكم حقا كانت هذه التجربة رائعة واستفدنا منها نحن الطلبة كثيرا . وأشكر الأستاذ الفاضل المبدع على هذه الفكرة المفيدة .
كم أنت كبدع يا أستاذنا الغالي زينون، بأفكارك وإبداعاتك، ولمست ذلك حتى في ابنتك، ما شاء الله عليكم يا عائلة العلواني، أسرة الإبداع والاتقان في العمل، فما أحوجنا إلى تحرير فكرنا لنجد حلولا لمشاكلنا، وحتى لتبسيط الأمور المستعصية التي نرى وكأنها جبالا من العقد، فبفضل هذه التجارب الميدانية نستطيع توفير الوقت والجهد معا ليحصل الاتقان، فبارك الله فيك يا طبيبنا على وصفاتك الطبية وإنّنا لننتظر بطاقة الشفاء الرّقمية منك لتسهيل وتيرة الأعمال، ويحلو به اتباع النظام لنرفع معا من شأن العلم والتعلّم في مدرستنا، نضاهي بها الأمم المتقدّة و المتحضرة التي لسنا منها ببعيدين، وفّقك الله وسدّد خطاك للمزيد.