{

من تجاربي التعليمية ( فانوس علي بابا السحري )

  • الرئيسة
  • من تجاربي التعليمية ( فانوس علي بابا السحري )
من تجاربي التعليمية ( فانوس علي بابا السحري )

  • مشاركة المقال :

من تجاربي التعليمية ( فانوس علي بابا السحري )

لعل الكثير منا مازال يتذكر قصة مصباح علي بابا أو ما يسمى بفانوس علي بابا السحري، التي كنا نستمتع بقراءتها

( خاصة في كتب المكتب الخضراء اللبنانية وما شابهها من روائع المكتبات العالمية حينذاك ) أو سماعها من أحد اساتذتنا أو أولياء أمورنا.......

فكم كنا نتمنى  أن تصبح حقيقة ، فيخرج لنا في يوم من الأيام عفريت من  مصباح سحري، ونسينا وقتها أن قضاء حاجات الناس بيد الله سبحانه وتعالى وحده....

وتحضرني هنا نكتة مفادها أن شخصا وجد فانوسا  سحريا ، وبعد ملامسته وحكه( مثلما قرأناه) ، خرج له ذلك العفريت الضخم الجثة الذي يميل لونه إلى الزرقة وفي بعض الأحيان إلى الخضرة ، فارتعد منه خوفا..لكن ذلك الجني انحنى بكل تواضع وأدب ووقار أمام الرجل قائلا له: " شبيك لبيك كل ما تطلب يكون بين يديك.. لأنك  أنقدتني من سجني الذي كنت فيه منذ قرون.. " فجمع الرجل شجاعته التي تبعثرت مع خوفه..فطلب دون تردد : " أريد سكنا يا مولاي أحتمي فيه مع عائلتي من حر وقر الجو..ولدي مدة عقود وأنا أنتظر اللإفراج عن قوائم السكن...وأخوف ما أخاف أن يأتي أحفادي بعدي فيرثون مني فقط طلب السكن الذي قدمته للمصالح المعنية....".

فرد عليه الجني مطلقا في نفس الوقت قهقهة عالية دوت المكان: " أنا أيضا لم أجد سكنا في بلدكم، ولو وجدته لما كنت ساكنا هنا في فانوس طول هذه المدة..، فاطلب طلبا آخر معقولا ".

بعد هذا السرد الذي أعادنا إلى سنوات الصبا، وتلك الأيام التي كانت فيه أمنيتنا أن نتحصل على كتاب جديد يوميا، ونتسابق فيما بيننا من يطالع أكثر من زملائه، ويسبق زميله في قراءة كتاب قبله..و.... وكان جل وقت عطلنا نقضيه متجولين بين المكاتب الخاصة ، ننهل منها عذب المعرفة...

أردت أن استثمر هذه الحبكة في حصص استدراكية أجريتها لبعض طلبة الرابعة متوسط في العطلة الشتوية ، قصد استدراكهم لبعض المعارف التي تأخروا فيها عن زملائهم...

حيث كانت المدة المقررة لهذه الحصص تقدر بخمسة ايام ، بمعدل ساعة ونصف يوميا : كل يوم لمراجعة محور من المحاور الأربعة المقررة ، أما اليوم الخامس لتقييم مدى استيعاب الطلبة لمعارفهم المكتسبة في هذه الأيام..

بعدما بحثت عن عنصر إبداعي ، مشوق لهذه الحصص، ينسي الطلبة رتابة الحصص الاستدراكية وينسيهم أنهم في دراسة وزملاءهم يستمتعون بالعطلة خارج أسوار المدرسة ..لم أجد سوى الإستنجاد بعفريت علي بابا...

كيف ذلك؟؟؟؟

في تقديمي لأول حصة استدراكية لهم، قلت لهم بالحرف الواحد : هل تعرفون قصة مصباح علي بابا السحري؟؟

فمنهم من عرفها ومنهم من نسيها ومنهم من لم يسمع بها إطلاقا...

فبعد سردي لهذه القصة ( طبعا بأسلوب مشوق..) ، سألتهم هذا السؤال:

نتخيل أن هذا المصباح حقيقي ( مع تذكيرهم أنها مزحة فقط لأن الأمور بيد الله الواحد القهار وحده..)..

فلو وجد كل واحد منكم هذا المصباح، ماذا يطلب من العفريت أن يلبه له....؟؟؟؟؟

وهنا بدأ الخيال، والتفكير خارج الصندوق....فمنهم من تمنى سيارة ، وآخر منزلا ، وآخر التفوق في الشهادة.، وآخر الحصول على 20 في الرياضيات....وهكذا... ( ولكن هيهات : وما نيل المطالب بالتمني..ولكن.... ؟؟؟ )

إذا بهذه الطريقة في مرحلتها الأولى حاولت أن استميلهم وأستدرجهم للاستمتاع بهذه الحصص..

بعدها قدمت لهم أوراقا مرسوم فيها مصباح لعلي بابا يخرج منه عفريت ضخم( ولكنه غير مخيف لأنه لطيف ومبتسم )

 قائلا لكل تلميذ:

شبيك لبيك يا :......................................... ( على أن يكتب التلميذ اسمه هنا ).

كل شيء بين إيديك

ماذا تتمنى أن تحصل عليه في نهاية هذه الأيام الإستدراكية( طبعا الحصة الأولى فقط أي من الدرس الأول) تحضيرا لشهادة التعليم المتوسط ؟؟؟

 من 22/12/2013 إلى غاية 26/12/2013

 

فيجد التلميذ أمامه عدة أماكن ليكتب فيها ما يتمناه خلال هذه الحصة فقط أي خاص بالمحور الأول مثلا ( درس القاسم المشترك الأكبر..)..

وبعد انتهاء التلاميذ من ملإ طلباتهم، يعلق كل تلميذ ورقته  في الجدار بجانبه، ثم  يصعدون تباعا إلى السبورة ليكتبوا ويضعوا في الثلاجة أسئلتهم، على أن لا تعاد كتابة الطلبات بل توضع إشارة التكرار أمام الطلب المكرر...

بعدها أبدأ شرح درسي متطرقا إلى كل النقط الموجودة في الثلاجة..في جو مرح ورائع..

وكلما أتطرق إلى نقطة أنزعها وفي نفس الوقت يكتب أصحابها عندهم أنهم قد فهموها...

وفي نهاية الحصة أوزع أوراقا أخرى على التلاميذ ، حيث يظهر فيها نفس العفريت ولكن بحجم أقل قائلا لهم:

قل لي الآن يا:.................. ( على أن يكتب التلميذ اسمه هنا أيضا).

ماذا استفذت من هذه الأيام؟ ( هذه الحصة طبعا)

 وماذا ينقصك؟

ثم يدون التلميذ على هذه الورقة كل ما استفاد منه، وما ينقصه....

ثم يلصق الورقة جنب الورقة السابقة....

بعدها أنا أمر على الأوراق لأسجل ما بقي من أسئلة غير مفهومة لأشرحها لهم لاحقا

وتلاحظون هنا أنني لم أستعمل الطريقة التقليدية التي يسأل فيها الأستاذ تلاميذه:

ماذا لم تفهموا؟؟؟؟

هل فهمتم؟؟؟

فيجيب التلاميذ بكلمة واحدة : إما نعم أو لا كأنهم في انتخابات على دستور وطني...

وهذا هو الهدف الأسمى من هذه الطريقة: أن يعبر التلميذ بكل حرية وصراحة عن شعوره وعن مدى استيعابه للدرس كأنه يخاطب العفريت الذي يلبي رغباته.

وهذا جوابي لمن يمكن أن يتبادر إلى ذهنه السؤال أو الاستفسار التالي:

 لماذا تناقض نفسك بقولك أن الرزق والقضاء والقدر كله بيد الله ، وأنت هنا ترجع ذلك إلى العفريت؟؟؟؟؟

----------------------------------------------------------------------------------------------------

ويمكنكم الإطلاع على النماذج  الخاصة  بهذه التجربة في الملحقات أدناه،  (وما توفيقي إلا بالله.....وما أوتيتم من العلم إلا قليلا...وقل رب زدني علما. )

  1. شبيك لبيك
  2. شبيك لبيك ماذا استفذت من الدورة

 

 

1 تعليقات:

  1. بلقيس

    شكرا استاذ طريقة رائعة واستاذ مبذع

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *