ما بعد الفاصلة !
و مفهوم بديع، وهي دلالة فاعلة، مِن ابتكار مؤسَّسة الإغاثة الدولية "هل من أحد؟"،
بالشراكة مع "بنك آسيا" للاستثمار والمضاربة في تركيا؛
وبيان ذلك: أنَّ المساهِم في البنك برصيد وحساب بنكيٍّ، يوقِّع على نصٍّ للموافقة على أن يتنازل في كلِّ عملية تحويل يجريها، عن المبلغ الذي بعد الفاصلة...
فمثلا، لو كان له، حين السحب أو الإيداع، حساب بقيمة: 25600.45 ليرة، فإنه يتبرع تلقائيا بقيمة: 0.45 ليرة؛ وهكذا بعد كل عملية طارئة على الحساب.
وبهذا كانت مداخيل المؤسسة الإغاثية من التبرعات، من موظِّفي البنك فقط،
إذ إنَّ المشتركين عموما، البالغ عددهم أكثر من أربعة ملايين مشترك،
لما يشرعوا بعدُ في العملية، أقول كانت القيمة المتبرع بها حوالي 300 ألف دولار، في وقت قياسيٍّ جدا.
من هنا نستخلص معنًى وقاعدةً في فهم الحضارة،
وهي أنَّ الرقم، بغضِّ النظر عن كبره وصغره، هو وليد ما قبله وما بعده، أي هو أثر من آثار سياقه؛
فمَا بعد الفاصلة، مهما كان يسيرا، إذا كان ضمن "مشروع"، و"مخطط"، و"برنامج"...
فإنه يصير هاما ونافعا ومؤثرا وذا قيمة كبرى؛
أمَّا الرقم الآخر، حتى ولو كان كبيرا جدًّا، وكان قبل الفاصلة، إذا افتقد السياق والمعنى، فإنه يصير هباء، ويفقد قيمته، وتذهب ريحه، وهو بذلك قليل وحقير.
فانظر أخي أين تضع ذاتك، وفكرك، وطاقتك، ومالك... أبعد الفاصلة أم قبلها؟
----------------------------------
المصدر: موقع فيكوس
مقال رائع ومتميز ومبدع