كيف نحول تمارين الرياضيات إلى متعة؟

 في جو تنافسي رائع ملؤه الإبداع والإحسان، أجرى طلبة 3 متوسط حصة رائعة في الرياضيات خارج القسم

وقد اعتمد مبدأ هذه الحصة على إجراء مسابقة تنافسية بين أفواج الطلبة.

وقد حاولنا في هذه المسابقة الخروج عن المألوف، وابتعدنا عن الروتين الخاص بالمسابقات العادية (رغم أن المسابقة بحد ذاتها في الحصة التعليمية، والحصة خارج الصف هما خروج عن الروتين وإبداع في نفس الوقت)

حيث اعتمدنا تحويل التمارين العادية الجافة في الكتاب المدرسي إلى ألعاب واقعية فيها الحيوية والنشاط

(سنعود لعرض هذه التجربة وأسرارها في تقرير مفصل لاحقا بحول الله)

وقد شرفنا بحضور حصتنا السادة: مطياز الحاج (أستاذ الرياضيات طور الثانوي)، خباشة محمد (أستاذ المعالجة البيداغوجية طور الابتدائي)، كحل عينو فافة (أستاذة العلوم الطبيعة طور المتوسطة)، داود بوشلاغم (مسؤول الصيانة). 

أولا: نظام المسابقة

-         يكون حسب الأفواج المعتمدة في سير الحصص في القسم.

-         تكتب أسماء الأفواج في السبورة، وكل فوج ينتهي يسرع إلى السبورة ليكتب رقما حسب ترتيبه في انتهاء الإجابة: 

-         مثلا لدينا 6 أفواج: الذي ينتهي الأول يكتب 1 في السبورة والثاني 2، وهكذا...

-         عندما ينتهي الفوج ما قبل الأخير (5) من كتابة اسمه، يبدأ الجميع في العد إلى 10 كي يسلم الفوج الأخير ورقة إجابته. (قصد خلق جو من النشاط في المسابقة)

-         باتفاق مسبق تقدم 6 نقاط للفوج الذي انتهى الأول، و5 للذي انتهى بعده وصولا لـ 1 نقطة للفوج الأخير، بشرط ألا تكون كل إجابة الفوج خاطئة (على الأقل تكون فيها نسبة من الصحة).

-         بعدها نصحح التمارين من طرف الأستاذ في السبورة أو التلاميذ أو معا (حسب الهدف من ذلك)، حيث يقدم تنقيط التمرين في بداية المسابقة للجميع.

-         عند الانتهاء من التصحيح والمناقشة، كل فوج ينقط نفسه بنفسه (ما يسمى بالتقييم الذاتي، كي يعتمد الطلبة على تقييم أنفسهم في مجال الحياة، ويثقوا في إمكانياتهم ...)

-         حسب هذا يصبح الفوج الذي انتهى الأول مثلا في تمرين يتحصل على 6 نقط + نقط السؤال الذي أجاب عنه حسب تقييمه... وهكذا.

 ثانيا: نماذج لبعض التمارين التي حولناها إلى ألعاب وألغاز:

-          تسديد فاتورة الكهرباء والغاز.

-         معرفة إشارة جداء عدة أعداد في الكمبيوتر.

-         جمع وطرح وقسمة وضرب الأعداد النسبية على شكل هرم.

-         لعبة تنقيط التلاميذ في امتحان من طرف الأستاذ.

ثالثا: نصائح وتوجيهات:

-          أنصحكم بعدم الاعتماد كليا على الجانب النظري في الدرس أو في التمارين، بل حوّلوا النظري قدر ما استطعتم إلى تطبيقي.

-         تستطيعون أن تُفعّلوا حصص تصحيح التمارين أو إنجازها في القسم بمسابقات فردية أو أفواج حسب احتياجكم.

-         أخلقوا جوا من التنافس والإبداع.

رابعا: من كواليس التجربة (التعليم بالروابط)

أثناء شرح دروسي للطلبة في الصف أحاول قدر المستطاع ربط بعض المفاهيم والشروحات بروابط مختلفة، تسهل على الطالب تذكر هذه الكفاءة لاحقا (إما نكتة، لعبة، لغز، عرض فيديو، لعبة ....)

وفي درس الأعداد النسبية، حسب تجربتي أعرف أن التلاميذ كثيرا ما يخطئون في إيجاد جداء الأعداد النسبية في إشارتها (معناه إشارة الجداء)، دون إجراء العملية حسابيا.

هنا لجأت إلى رابط الصداقة والعداء:

بعد ما ناقش مع طلبتي أسباب الحروب في العالم (تكتلات، معسكرات، مصالح، صداقة، عدو...)

قدمت لهم فكرة استعمال هذه الأسباب في فهم جداء وقسمة الأعداد النسبية كما يلي:

رمزنا لرمز الزائد (+) بالصديق 

ولرمز الناقص (-) بالعدو

كما نعلم أنه في الرياضيات لحساب إشارة جداء أو قسمة عددين نسبيين نتبع القاعدة التالية:

إذا كان العددين من نفس الإشارة تكون إشارة الناتج موجبة

أما إذا كانا من إشارتين مختلفتين: نتحصل على إشارة سالبة.

لقد جعلنا إسقاطا لهذه القاعدة على الصداقة والعداوة، فنتحصل على ما يلي:

صديق صديقي = صدقي

عدو عدوي = صديقي

صديق عدوي = عدوي

عدو صديقي = عدوي

لقد أعجب التلاميذ أيما إعجاب بهذه الفكرة، فصارت أفواههم لا تتوقف عن ترديد الصداقة والعدو بدلا من – و +، وبالفعل قد تمكنوا من الإجابة على جميع الأسئلة المطروحة عليهم إجابة صحيحة، ولكن بالرابط صداقة / عدو.