في رحاب عيادة النخيل
في يوم الخميس ذي النسيم العليل كانت وجهتنا لأول رحلة علمية هذه السنة لفائدة براعم قسم السنة الأولى ابتدائي – أ – من مركب الرشد.
ركبنا الحافلة والساعة تشير إلى 8:15 صباحاً وأبناؤنا كلهم همة ونشاط وشوق لمعرفة ما ينتظرهم.
فركبوا بـ ﴿بِسْمِ الله ﴾ ثم ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُو مُقْرِنِـينً، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ﴾.
كانت البسمة لا تفارق شفاههم البريئة وهم يرددون منشدين﴿ يا ربنا يا ذا الكرم ﴾ ثم ﴿ مدرستي الحبيبة ﴾.
بعد دقائق على متن حافلة تاونزة بقيادة المايسترو "صالح" حفظه الله ورعاه. وصلنا مقصدنا " عيادة النخيل الخاصة للتوليد " بحي إغربز مليكة.
وبعد لحظات قلائل من الانتظار داخل العيادة أقبلت علينا القابلة " السيدة فاطمة " مستهلّة حديثها بتحية التلاميذ وقد أفشوا عليها السلام جماعة. وانطلقت بهم نحو مكتب الطبيب أولاً. وحلّق التلاميذ حولها منصتين لحديثها عن:
± الدفتر الصحي وأهميته.
± متابعة الأم والجنين من خلال الدفتر الصحي.
± قواعد صحية للاعتناء بالجنين والطفل والأم على السواء " النظافة، نوعية الغذاء الواجب تناوله والغذاء الذي لا يجب الاِكثار منه.....
وبعد حوالي 10 دقائق يـمَّمْنَا نحو قاعة التوليد أين تعرفنا على مكوناتها من سرير للولادة وكرسي متحرك لمساعدة الأم في التنقل بعد وضع جنينها، آلات لكشف حالة الجنين الصحية وغيرها. وقد كان التطبيق غاية في الوضوح والمتعة، ونوّهت القابلة أيضا إلى أهمية الرياضة للأم وجنينها والطفل بعد الولادة.
ثم كانت وجهتنا التالية نحو القبو " الطابق السفلي" أين تتم فيه الولادات القيصرية "غير العاديّة" وصادف أن وجد التلاميذ مثالاً حيًّا لأم قد وضعت وليدها منذ لحظات فقط ﴿زاد الله في الإسلام﴾.
وبعد هذه الجولة الرائعة حول مرافق العيادة، ودّعنا طاقمها " الدكتور الحاج يحيى بشير " والقابلة "السيدة فاطمة " بشهادة عرفان وتقدير مقدّمةٍ من طرف مؤسسة تاونزة العلمية على حسن الاستقبال وكرم ضيافتهم لنا. وبعد التقاطنا لصور تذكارية لرحلتنا هذه انصرف التلاميذ وكلهم فرح وسرور على ما تعلموه اليوم وهم يرددون﴿ يالها من رحلة ممتعة جدًّا﴾ وقفلنا راجعين نحو مدرستنا الغالية شاكرين الله تعالى على ما أسبغ علينا من نعم. فاللهم لك الحمد كثيرًا بُكرة وأصيلاً اللهم أدمها علينا نعمة واحفظها من أنْ تزولاَ.
ولا أنسى في الأخير أن أحيّي كلَّ من كان السبب في نجاح هذه الرحلة ومثيلاتها من إدارة وأساتذة وسائقين ومن كان مستقبِلاً لنا. وتحية خاصة للأستاذ الحاج محمد مطياز على مرافقته لنا في هذه الرحلة.
وإلى فرصة أخرى في رحلات علمية مستقبَلاً إن شاء الله. والسلام مسك الختام.
أبارك لك أخي وصديقي العزيز إسماعيل هذه الرّحلة المميّزة والتي ستترك لكل المتعلّمين اثرا طيّبا في ذاكرته إذ إنه يحاكي الواقع وفق كلّ الكفاءات الّتي تلقّاها نظريا داخل القسم، أضف إلى ذلك تحبيب الطّبيب إلى نفوس الابناء والذي لازال يُرى أنّ مصدر ألم وخوف، وفي الحقيقة العكس تماما، ... الخ من الكفاءات العرضية من آداب الحديث وفوائد التغذية الصّحية. فبارك الله فيك مرّة أخرى وفي كلّ ن ساهم معك في إنجاح رحلتك من قريب أو بعيد، دمت طيّبا مع ابنائك يا حكيم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.