عزة الفاتح
لم أعد أشك أبدا بمقدم الفاتح، فقدومه أمر حتمي، لا مناص منه.
وسيولد فقط من رحم الأمة التي تحمل همّ هذا الدين. تتجرع همّه فتعلو هِمتها.
يقض مضجعها، كي ينير دربها. فميلاد الفاتح مقرون دائما بمخاض مرير بعد حمل عسير.
إن مقدار استعداد أمة لبذل الغالي والنفيس، هو من يخول لها أحقية إنجاب الفاتح.
فلا تنتظروا من أمة أخلدت إلى الأرض واتبعت هواها ورضيت بالعيش خارج الزمان، أن تنجب فاتحا بل حتى أن تحمل به.
الفاتح ليس حلما ورديا بل هو نتاج لتفاعلات داخل أمة تأهبت لاستقباله وحينئد لن يكون الميلاد إلا في المدرسة.
فمنها سيبعث الفاتح. إن مدرسة الفاتح ليس كغيرها من المدارس، حركية لا ترضى الجمود، فعالة لا ترضى السلبية،
نبيهة لا ترضى الاستحمار، عزيزة لا ترضى المساومة، كريمة لا ترضى الإهانة.
فلا تنتظروا من مدرسة - جامدة ساكنة لا تقدر على شيء، مُسْتَحْمَرَةٍ لا تعي ولا تحاول فهم ما يدور حولها، ذليلة مهانة - أن تربي فاتحا عزيزا.
فالمدارس العزيزة، القوية هي وحدها من يحق لها تربية الفاتح، وسيتولى تلك التربية المعلم المخلص المستشرف لمستقبل الأمة،
المتيقن بدوره في إعداد جيل الفتح، العزيز، الكريم الذي لا يرضى المهانة أبدا مهما صغرت أو كبرت لأنه أولا وأخيرا معلم الفاتح.
فكيف يربي على العزة من كان ذليلا مهانا؟ ! الفاتح قادم.. فاستعدوا وأعدّوا ما استطعتم من قوة وعزة وكرامة فالعزيز لا يرضى بالعيش إلا وسط العزة.
0 تعليقات:
أضف تعليق