{

طلبة تاونزة العلمية يرثونك يا رشيد بابا نجار

  • الرئيسة
  • طلبة تاونزة العلمية يرثونك يا رشيد بابا نجار
طلبة تاونزة  العلمية يرثونك يا رشيد بابا نجار

  • مشاركة المقال :

طلبة تاونزة العلمية يرثونك يا رشيد بابا نجار

  في صبيحة يوم تلبدت سماؤها بالغيوم، وكأنها تضامنت مع شباب حزنوا لفراق أخ لهم و شيخ شاب أخونا ومرشدنا وزميلنا المرحوم رشيد بابا نجار.

 

في تلك الصبيحة وفي مدرسة تاونزة العلمية تقدم إلى الإدارة الطالبين قمقم عمر بن نور الدين و مصباح مهدي بن صالح وعلى وجهيهما علامات الحزن و بين يديهما ورقة،

 

فبادرني أحدهما قائلا من فضلك لدينا خاطرة عن فقيدنا بابا نجار رشيد، و رغم حزني العميق على الخبر الذي لا زال أثره  فاعل في فعلته ، إلا أنني استبشرت وفرحت على هذه المبادرة الجميلة التي أشعرتني بأن كثيرا من الناس يتقاسمون معي ألم الفراق حتى من الصغار وكما يُقال " إذا عمت هانت "، فقلت لهما سيجتمع الطلبة بعد دق الجرس وتفضلا بنشاطكما، و فعلا اجتمع الطلبة بعد أن أشرنا عليهم بعدم الدخول إلى الأقسام، منتظرين ما سيقال لهم، فصعد الطالبان إلى المنصة و أنشد أحدهما بصوت رخيم حزين ما يلي :

 

آه على رشيد الودود ** كم ترك لنا من دروس

جاء إلى غرداية في يوم جميل ** فألقى درسا في مسجد الوادي

ثم راح يجول فيها فرحا **كأنه يودعها في يوم عسير

وها أنا ألقاه ولست أدري** بأنني أودعه للأبد

ولما أصبح في الطريق مسافرا** فإذا الله يقضي فيه الأجل

فاللهم ارحمه وأدخله جنة الفردوس فيها خالدا

بجنب الصحابة وأنبياء الله الميامين

 

بعد هذه الكلمات البريئة الصادقة البسيطة العميقة، ساد الصمت والحزن معا أرجاء المدرسة، فحاولت استثمار الموقف إيجابيا فشكرت الطالبين على مبادرتهما الجميلة، واغتنمت الفرصة للحديث عن بعض مناقب و إنجازات الفقيد الكثيرة التي فاقت في عددها سنين عمره  القصير، و أشرت إلى الحاضرين من المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات بأنه علينا أن نعود لذواتنا ونرى ما قدمنا لأمتنا و لمجتمعنا، فقلت لهم لو وقفنا لا قدر الله غدا أو بعد أيام لنرثي أحدا منا قد أكون أنا أو أحد الحاضرين، ما الذي سيُقال عنه وهل ستُذكَر المحاسن أم يسكت الجميع عاجزين عن ذكر ولو مبرة واحدة وفي ذهن الكل صور لتصرفات مشينة لا قدر الله، لذلك نصحت نفسي و جميع المستمعين والمستمعات بضرورة العمل ليوم مثل ذلك اليوم ، و بعد هذه التذكرة القصيرة قرأنا جماعة سورة الفاتحة على روح الفقيد و دعونا له بالرحمة والمغفرة، و التمتع بنعيم الجنة، وبأن يرزق أهله وذويه الصبر والأجر .

 

أخيرا أقول الحمد لله على أننا نملك تلاميذ من طينة هؤلاء، يشعرون بألم فقدان الخيرين أمثال فقيدنا رشيد، ويبادرون لمثل ما بادروا و أستبشر خيرا من هذا الجيل بإذن الله فسيكون منهم شباب صالحون من طينة رشيد و غيره من زراعي الخير في هذه المعمورة .    

 

1 تعليقات:

  1. ABDALGHANI ELALOUANI

    الله ابارك يا صديقي عمر و مهدي

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *