شجعوهم على التخيل
تنجح اختبارات الذكاء في توقع مدى استعداد العلمي للفرد، لكنها تعجز عن توقع قدرة الأطفال على الابتكار والاختراع. بينما إذا أحسن أحد الأبوين تأمل نشاطات طفله واهتماماته منذ الصغر، إستطاع أن يحدد بالضبط نوعية ميوله واستعداداته، ومجالات تفكيره، ودرجة قدرته على الإتقان والإبداع، بشكل تعجز عنه وسائل القياس.....
ويحاول العلماء الآن وضع مقاييس جديدة لمعرفة درجة الابتكار والاختراع عند الإنسان. لكن العقبة التي تواجههم هي استحالة افتراض الجواب الصحيح على أي سؤال. وكما أن اختبارات الذكاء تمثل قدرة الإنسان على استنتاج الأجوبة الصحيحة في وقت معين، فكذلك اختبارات التفكير تبحث في استعداد الفرد للاختراع والاستكشاف.
ومما يذكر في هذا المجال أن ( ديكارت ) في القرن السابع عشر قال: إن قدرة الإنسان على التفكير والابتكار لا يمكن تفسيرها عن طريق أي جهاز عضوي له صفة آلية، لأن هذه الظواهر من صنع الله سبحانه. وبعد مرور 300 عام على هذا القول وقف العلماء عاجزين عن تعريف أنواع العمليات العقلية التي تصاحب الأفكار وعددها.
وبالتالي فما من أحد يعلم حتى الآن أجزاء المخ التي تقوم بهذه العمليات. وقد لوحظ أن إدراك الحس الحقيقي يقلل من درجة التخيل، لذلك يزداد النبوغ كلما كثرت تخيلات الفرد، وابتعد عن الواقع ولنفس السبب فإن الخطأ كل الخطأ أن نزجر أطفالنا كلما حكوا لنا شيئا تخيلوه لأن منعهم من التخيل، وقتل هذه المملكة الخلاقة يجعلهم يشبهون آلات بشرية تقليدية صماء. لا تقدم أفكار تقدمية جديدة للإنسانية.
0 تعليقات:
أضف تعليق