درس شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

التاريخ الإثنين 17أكتوبر 2014م

المكان: مركب الإحسان

الدرس: شخصية الرسول

 

يتبادر في ذهني دائما كيفية جعل دروس التربية الإسلامية أكثر تشويقا للتلاميذ

 

فلقد كان تقديمها من قبل أشبه بتقديم وليمة شهية لصبي رضيع

 

في حين أن الوليمة متنوعة الأغذية والرضيع ليس مؤهلا للمضع بعد.

 

فهذا ما يحدث مع تلاميذي عادة،

 

 كيف أقدم هذه المادة الدسمة بالآيات والأحاديث

 

وبالفيتامينات التاريخية والأخلاقية والعقدية لتلميذ لا يكاد يفهم من المصطلحات المجردة شيئا

 

 خاصة العقدية مثل أسماء الله الحسنى وأركان الايمان

 

وكيف أعرض شخصية الرسول (ص) التي هي محور درسي

 

 فكرت مليا وأخذ التفكير مني برهة من الوقت

 

جالت في خاطري مجموعة متناثرة من الأفكار

 

لكن لم ترقى إلى حد إعجابي

 

أعدت التفكير مرة فإذا بتفكيري يأخذني إلى الأفلام التاريخية التي تعرض سيرة رسول الله (ص)

 

فتبادر إلى ذهني فكرة تعتبر أقرب إلى الجنون منها إلى الواقع

 

وهي أن أمثل شخصية الرسول (ص) فسعدت بذلك أيما سعادة

 

قلت ما المشكل سأجرب

 

 لكني اصطدمت بشيء جعلني أتوقف عن جنوني

 

وهو أني كيف أمثل شخص الرسول (ص)

 

مع العلم أن الأفلام التاريخية لا يعرضون صورته ولا جسمه

 

 إنني في ورطة ما الحل

 

توقف الزمن قليلا فعدت بذهني إلى الوراء عائدا إلى كفاءة الدرس

 

وهي معرف نبذة عن حياته(ص) وأهم خصالة ومن قام برعايته.

 

 بعدها عاد الزمن للعمل مرة ثانية

 

 لكن هذه المرة أستوقفني عمل الصحابي الجليل عمر بن الخطاب لما طلب منه خطبة للحث على تحرير العبيد

 

 لكن لم يخطب فغاب بضعا من الأيام فعاد وحث الناس على ذلك

 

 فسأله الناس عن غيابه فقال

 

كنت لم أجرب تحرير العبيد من قبل فلما طلبتم مني خطبة وددت أن أمر نفسي وأجرب حلاوة التحرير قبل أن أمركم  فآبدأ بنفسي قبل الأخرين

 

هذه القصة نبهتني إلى أنه قبل أن تقول أي شيء قم بتجسيد أو تطبيق ذلك

 

 فهذا ما جعلني أراجع أفكاري واستجمع قواي وألملم شعث نفسي

 

فخطر لي أن أجسد شخصية تاريخية قديمة تحكي حياة الرسول (ص) فسرني ذلك

 

وانطلقت بين الحصص أبحث عن ملابس قديمة لعلي اجدها

 

فررت هاربا الى قبو مركب الإحسان علي أجد ضالتي فكان ما أردت

 

 وجهزت المكان بما يلزم وجعلت انارته خافتة صفراء تعطي المكان روعة وجمالا

 

وهو بعيد عن الضوضاء وحركة التلاميذ.

 

حان موعد الحصة أعلنت لأبنائي التلاميذ أننا عازمون على القيام بدرس خارج القسم

 

فهلموا نغير جو المكان

 

 سرنا في خطى ثابتة مثنى مثنى نحو المكان وجلس كل في مكانه

 

 وعرضت لهم مقطع فيديو حول رعاية الرسول (ص) ريثما أحضر نفسي

 

 غبت عن الأنظار دقائق معدودات

 

دخل الرجل الغريب عن هذا العصر إلى التلاميذ

 

وعلت على بعضهم ضحكات متقطعة وعلى الأخر علامات التعجب والحيرة عن الشخص الغريب

 

 فهم لم يروه إلا في قصص التاريخ

 

بدأ الشخص بتقديم نفسه للتلاميذ على أنه شخص قدم من عهد مضى

 

 ليحكي لهم عن رجل عظيم كان له أثر بالغ في حياتنا

 

وتستمر الحصة بين الحكاية والأسئلة والاجوبة وبين بعض الإجابات العجيبة للتلاميذ

 

 عرجنا إلى خلاصة درسنا بعرض الباوربوينت

 

وكلنا امل وحيوية لعرض مثل هذه الأنشطة التي تستساغ هضمها من قبل التلاميذ

 

وأصبحت سهلت التناول والحفظ والمراجعة  

 

فإلى ذلكم الحين نلتقي بكم في نشاط أكثر جنونا