{

الروبوت في التعليم انطلاقا من توظيف استراتيجية STEM

  • الرئيسة
  • الروبوت في التعليم انطلاقا من توظيف استراتيجية STEM
الروبوت في التعليم انطلاقا من توظيف استراتيجية STEM

  • مشاركة المقال :

الروبوت في التعليم انطلاقا من توظيف استراتيجية STEM

 

كل مجال يصطبغ بصبغة العلم فإنه لا محالة سيكون متطورا ومن بين هذه المجالات التعليم الذي هو حاضنة العلم لأحوج بالتطوير والتجديد والابتكار، لكن إلى أي مدى؟ وإلى أي حد؟..

 

     هذا ما ناقشه المؤتمر العربي الرابع للروبوت والذكاء الاصطناعي، من خلال الحلقة النقاشية التطبيقية حول " الروبوت في التعليم " وكذا جلسة أوراق العمل الخاصة بذلك، حيث تمت المقارنة بمدى مواكبة التطورات في مجال التعليم بين المجتمعين الغربي والعربي، خاصة في إدماج تعليم الروبوت في المناهج الدراسية والمقررات المدرسية، وهل توجد دولة عربية لها منهج واضح ودقيق في تعليم الروبوت، أم هي عبارة عن اجتهادات فردية من بعض المدارس لمختلف الدول العربية حيث دربوا معلميهم في منهجية تعليم الروبوت للطلبة وأنشأوا مخابر لهذا الشأن، وقد أجمع المتدخلون في هذه الحلقة بأن الروبوت التعليمي ليس خيار تجميلي في المدارس وإنما توجه ومطلب مدرسة القرن الواحد والعشرون، ويفترض أن يكون الروبوت مكملا لمنهجي الرياضيات والعلوم والإعلام الآلي.

 

     وقد طرح في ورشة الروبوت في التعليم، استراتيجية (ستام)   STEMالتي تعتبر أسلوبا للتعليم والتعلم والذي يدمج بين محتوى ومهارات مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي غالبا ما يتم تدريسها بشكل منفرد وكل منها على حدا، ولكن من خلال تبني فلسفة STEM يصبح الأمر مختلفا حيث تلعب هذه المواد دورا أساسيا في تشكيل الحصة التدريسية بشكل متكامل يتم خلالها دمج المواد مع بعضها البعض لتشكل منظومة تعليمية متكاملة التي توفر بدورها وسيلة خلاقة ومبتكرة لحل إشكالية ما والتطبيق العملي المباشر لما تم تعلمه.

 

    ويعتبر STEM برنامجا تعليميا تم تطويره لإعداد طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للدراسات الجامعية مستقبلا ويهدف STEM إلى تعزيز عقلية الاستفسار والتحقق والتفكير المنطقي ومهارات التعاون والعمل كفريق لدى الطلبة، ومنذ اطلاق مصطلح STEM عام 2001 أصبح هذا المصطلح جزء هام جدا من المفردات التعليمية حيث تسعى المؤسسات التعليمية من خلال تفعيل هذا المفهوم إلى إحداث نقلة نوعية وثورة في التعليم عن طريق تدريس مواد العلوم والرياضيات ودمجها مع التكنولوجيا والهندسة من خلال الحصة التدريسية العادية، هذا وتنبني مناهج STEM على تحويل الأقسام الدراسية النموذجية التي تركز على المعلم بشكل أساسي، إلى فصول إبداعية يصبح  فيها المعلم ميسر للعملية التعليمية ويقود الطلبة نحو الاستكشاف والتعلم وحل المشكلات والتعلم الاستكشافي وتحفيز الطلبة على المشاركة ووضع التحديات وحلها.

 

    وتعد هذه الاستراتيجية منصة انطلاق في تعليم الروبوت، وقد عاب بعض المتحدثين أن يستعمل علم الروبوت كوسيلة للتسلية والمتعة، بل هو بوابة للاختراعات في كل مجالات الحياة، وإن اعتماد تدريس علم الروبوت للطلبة سيمكنهم من بعض المهارات منها:

 

***   التفكير الإبداعي.

 

***   التفكير المنطقي.

 

***   التفكير الناقد.

 

***   التعاون.

 

***   العمل ضمن فريق علمي.

 

***   التواصل.

 

     وقد نوه المتدخلون إلى أن الهدف من الروبوت التعليمي هو تمكين الطلاب من أساسيات البرمجة والتصميم من خلال تطبيق استراتيجية دمج العلوم STEM وليس تخريج علماء روبوت، وللإشارة فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا قادة التكنولوجيا في أمريكا سنة 2010 إلى اجتماع عام، وكان من بين الحضور ستيف جوبز، و بيل جيتس، و مارك زوكربيرج، وكان من الاقتراحات التي نصح بها ستيف جوبز هي ضرورة تعليم الأطفال البرمجة منذ سن مبكر لأهميتها في تكوين عقل الطفل وزيادة قدرته على حل المشاكل .. وبعد عامين من وفاته، بدأ بالفعل مشروع يهتم بتطبيق هذه الفكرة ودعا القائمين على المشروع الكثير من المشاهير وعمالقة التكنولوجيا لتسجيل هذا الفيديو..

 

 

 

 

 

نصيحتى: إذا كنت أب .. أرجوك .. حاول تعليم أطفالك البرمجة.

    

وعلى هامش الحلقة النقاشية للروبوت في التعليم تم عرض مشروعين في الروبوت من طرف طلاب مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية ( المتوسطة )، حيث أن المشروع الأول يقدم حلا إبداعيا من خلال الفرز الآلي للنفايات في الأماكن العامة أما المشروع الثاني يقدم تصور مقترح لإدارة النفايات الطبية المنزلية بشكل آمن، وذلك بحضور كل من البروفيسور كمال تومي وأسامة الخطيب اللذان استمعا للعرضين وأعجبا بأفكار الطلبة في المشروعين وأشادا بأهمية هذا الإنجاز، وتبادلا مع الطلبة نقاشا علميا حول أهم المعوقات التقنية التي وجدوها في تطبيق المشروع وطرحا أفكارا جديدة أخرى وتوجيهات عملية تطور وتحسن من المشروعين....

 

 

 

 

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه:

 

 هل الحكومات في الدول العربية واعية بمدى التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا، وهل سنواكب هذه التطورات بما يخدم أمتنا أم نبقى في ذيل الأمم منبهرين بما وصل إليه الرجل الأبيض والأصفر، وينتابنا شعور باليأس وعدم القدرة على التطور ومواكبة العصر، وهل طلبتنا محتاجون لمثل هذه العلوم أم هي ترف من العلم والتعلم هذه أسئلة أطرحها لك أيها القارئ علنا نجد لها جوابا يرضينا ويرض ربنا .....

 

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *