{

التضحية في سبيل العلم

التضحية في سبيل العلم

  • مشاركة المقال :

التضحية في سبيل العلم

جاء الامتحان ومضى. جد من جد وخاب من خاب، ورأيت هذه المرة أن أُوسع تقييمي. فلا أقيم التلميذ وحده. بل أقيم أسرة التلميذ ككل..


فتراء لي صنفين. على طرفي نقيض. صنف هدفه توفير مقعد دراسي لابنه. ولكن سرعان ما يتحقق هذا الهدف، فيتوقف دور العائلة وتصيح في التلميذ اذهب أنت وربك فقاتلا. ابذل الجهد فإن تعلمت فلنفسك وإن لم تتعلم فعليها.

يظن هذا الصنف أن المدرسة والمدرس يملكان عصا موسى عليه السلام، يفلقان بها رأس التلميذ فيغدو بين عشية أو ضحاها متفوقا أو متميزا. أو أن هذا التلميذ بلغ من الرشد والوعي ما يجعله يقبل على العلم إقبال العالم. والله خاب ظنه، وراح ضحيةً ابنه.

 

ومن عجيب هذا الصنف. أن تسمع من تلميذ يحضر إلى الامتحان وهو آخر فرصة للمراجعة أنه لم يحفظ ذلك النشيد أو لم يراجع تلك الخلاصة أو لم يقم بحل بعض التمارين مراجعة. أتساءل أين أسرة هذا التلميذ المسكين؟ ! ما أشغلها عن هذا الكنز؟ وما ... وما ...؟ أسئلة كثيرة تطرح وغالبا بعد الإجابة تنقلب صفة المسكين إلى صفة اليتم.

إن اليتيم هو الذي تلقى له      أما تخلت أو أبا مشغولا.

 

أيتها الأسرة التي حملك الله رسالة تمكين دين الله ..
إن كنت من هذا الصنف أو تشعرين أنك تملكين أحد صفاته. فاعلمي أن مصيبة ابنك منك. وأن الابن كالأرض التي لا تخون زارعها. ما تزرع فيها تحصده. لا أصف لك طريقة، وإنما أقول أحبي ابنك. وربيه لزمان غير زمانك...

 

وعلى النقيض يقف الصنف الآخر. صنف هدفه تفوق ابنه وتميزه. حتى ليظهر لمن حوله أنه الوحيد الذي يربي ولدا. فتجده لا يكتفي بجهد المدرسة حتى أنه في بعض الأحيان يعطي أكثر منها. سهر ومراقبة واقتطاع للأوقات وحبس للنفس وصبر ومصابرة. إذا فرح يفرح من قلبه، وإذا حزن يحزن من قلبه. لأنه يبني ابنا سيكون سببا لتمكين دين الله في أرضه. فو الله فاز وفاز ابنه.

 

ومن عجيب هذا الصنف. أن تسمع التلميذ يقول: لقد سهرت مع أمي إلى منتصف الليل نراجع ونقوم بحل التمرين  - وبعدها يضع بين يديك دفتر مليئا بالتمارين التي تعجز حتى عن تصحيحها.- ويضيف ووعدتني بتلك الهدية إن نجحت. سهر وتشجيع وحب ... وكأني بهذه الأسرة تقول لابنها اذهب يا بني وكلنا - ماديا ومعنويا – معك.

 

أيتها الأسرة التي حملك الله رسالة تمكين دين الله ..
إن كنت من هذا الصنف أو تشعرين أنك تملكين أحد صفاته. فاعلمي أنك تسيرين وفق المنهج الرباني الذي رسمه لك "يا أيها الذين ءآمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة .."

 

أيها الأولياء ..
علينا أن ندرك حقيقة، أن نصرة الدين فرض علينا. وأن أول أداة لنصرته هو ما أمر به في أول ما نزل منه " اقرأ باسم ربك ". لنجعل همنا في الحياة أن يتعلم أبناؤنا. فلنضحي ولنعلم أبناءنا التضحية في سبيل العلم.

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *