{

أندونسيا ...كما رأيتها--1

أندونسيا ...كما رأيتها--1

  • مشاركة المقال :

أندونسيا ...كما رأيتها--1

المحطة الأولى: جزيرة بالي...... ولكن؟ 

 كانت مهمتنا البحث عن الجديد في التربية والتعليم في كل المجالات، فحطت بنا الطائرة في مطار جاكرتا بأندونسيا بعدها توجهنا إلى المطار الداخلي، حيث اتجهنا نحو جزيرة بالي، هذه الجزيرة التي تعد من بين سبعة عشر ألف جزيرة في أندونسيا، والتي تبعد عن جاكرتا ألف كيلومتر، فقد حلقنا قرابة ساعتين تقريبا. هذه الجزيرة أعطاها الله من السحر والجمال ما لا يخطر ببال، فقد اندهشنا عند وصولنا بداية من الاستقبال، حيث استُقبلنا في مطار بالي بالياسمين تعبيرا منهم عن الفرحة بقدوم الوفد الجزائري، رغم أن وصولنا كان ليلا لكن الخضرة والجمال أبتا إلا تمتع أنظارنا إذ لم تألف ابصارنا رؤية مثل تلك المناظر ليلا.

 

الوقفة الأولى :كان استيقاظنا ليس عاديا، أينما قلبت بصرك وجدت خضرة وجمالا، إذ النخل باسقات لها طلع نضيد وريح الياسمين يعطر الأجواء بأريجه هذا خلق الله وبديعه، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ... ويأتي الإنسان بجهله وابتعاده عن تعاليم رب العالمين ليفسد في الأرض، ذلك أنك تستحي أن تتجول بين أزقة هذه الجزيرة لما يوجد فيها من سواح معظمهم ممن أمرنا الله: "وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" من رجال ونساء فهذه هي المفارقة جمال الطبيعة خلقه الله لنستمتع به فيأتي الظالم نفسُه ليعكر صفو نظرك يا سبحان الله ألا تستقيم السياحة إلا بالعري والفسق والانحلال ؟؟. في تلك اللحظات تخيلت لو أن جمال الطبيعة امتزج بالحشمة والوقار، فاللهم بدل حال هذه الجزيرة من حال إلى حال ... فالحمد لله أن أرض الله واسعة لنهاجر فيها فكانت الجبال والوديان ومزارع الأرز بديلا لنا من ظلم الانسان لنفسه.

 

الوقفة الثانية: مدرسة من الطبيعة وفي الطبيعة قرين سكول Green school Bali....قد كتبنا مقالا خاصا بهذه المدرسة ومميزاتها على موقعنا موقع مدرسة تاونزة العلمية (http://tawenza-school.org/مدرسة-ليست-كالمدارس/رحلات-علمية/d).

 

الوقفة الثالثة: زيارتنا إلى الجامعة السياحية التي يتخرج منها المرشدون السياحيون والمستقبلون في الفنادق والطباخون إلى غير ذلك مما تحتاجه السياحة، يوجد داخل هذه الجامعة فندق من أرقى الفنادق يعتبر مخبرا للطلاب وحقلا لممارسة ما تعلموه من مهارات وفنون، وهذا الفندق يستقبل السياح للإقامة فيه بأسعار مختلفة ليكون للجامعة موردا لهم والعجيب في الأمر أن الجامعة ليست تابعة لوزارة التعليم العالي بل هي تابعة لوزارة السياحة فيا ليت لنا مثل هذه الجامعات حسب خصوصية كل منطقة لنساهم في إثراء المدن والعلوم.

 

الوقفة الرابعة: تعايش المسلمين مع الهندوس والبوذيين والمسيحيين رغم أن أكثر من ثمانين بالمائة هم من غير المسلمين فتجد المسجد والمعبد والكنيسة في مكان واحد، فكما يقال "الساحة تسع الجميع" فاللهم اهد غير المسلمين إلى دينك الحنيف وأخرجهم من الظلمات إلى النور يا أرحم الراحمين.

 

 

هذه الوقفات سطرتها ولكن....

 أمنا الجزائر الحبيبة التي تذر علينا من خيراتها الباطنة والظاهرة أين هي من كل هذا؟ ألا يمكن أن تكون الجزائر بلدا سياحيا من الدرجة الأولى بما تزخر به من تنوع في المناخ والطبيعة. أين المدارس من طراز قرين سكول Green school Bali؟  هل هناك التعايش الذي أمرنا به رب العزة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " وليس لتعاركوا ... أين هي الجامعات من ذلك الطراز أين...؟ وأين...؟ وأين...؟ ورغم هذا فإننا نستطيع أن نمد أمتنا بكل مقومات الازدهار والرقي لتكون في عداد الدول التي يشار إليها بالبنان.

 

فاللهم ألهمنا وسددنا وانصرنا واجعلنا ممن يساهمون في بناء أمتهم يا أرحم الراحمين.

1 تعليقات:

  1. أبي بكر الصديق خرازي

    ما شاء الله على الطّاقم العزيز على رحلته العلمية والتي كشفت لنا أسرارا لم نكن نعلمها وأفكارا لم نكن ندركها فقد سقوا لنا من نبع السّياحة ما يمكن لنا أن نطوّر من منظومتنا نحو المعالي لنضاهي المدارس المتقدمة والمنظومات المتطوّرة، فالشّكر موصول لسفرائنا ومبعوثينا فاللهمّ أيّدهم وبارك لهم واحفظهم يا ربّ العالمين.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *