{

أخطاء قد يقع فيها الأولياء عند صدور نتائج أبنائهم

  • الرئيسة
  • أخطاء قد يقع فيها الأولياء عند صدور نتائج أبنائهم
أخطاء قد يقع فيها الأولياء عند صدور نتائج أبنائهم

  • مشاركة المقال :

أخطاء قد يقع فيها الأولياء عند صدور نتائج أبنائهم

أخطاء قد يقع فيها الأولياء عند صدور نتائج أبنائهم

كثيرا ما تسود البيئة الأسرية حالة من التوتر في فترة الامتحانات لأسباب عديدة ومن بينها تركيز الأولياء على النتائج وإهمال تقييم الجهد، وذلك بخلفية أن النتيجة الدراسية تبين مستوى الإدراك لدى المتعلم وحرصه على التعلم، في حين أن النتائج الدراسية تجتمع في صياغتها عدة عوامل منها العقلية والبيئية والأسرية والاجتماعية إضافة إلى فلسفة المدرسة في التدريس ونمط تعامل الأولياء مع أبنائهم، إضافة إلى معيار تقييم شخصية الابن من حيث إنها إنسانية تقتصر على العلامة الدراسية أم إنسانية ترتكز على عدة مؤشرات من بينها شخصية الإبن وقِيَّمُه وتوازنه النّفسي والعقلي والاجتماعي والجسمي.

لذلك وجب على الأولياء الانتباه لجملة من الممارسات الخاطئة التي لها تأثير على نفسية الابن ومن بينها:

1. الحكم مباشرة على الابن من خلال العلامة "أنت لم تراجع" أنت لم تبذل جهدا" "أنت دائما هكذا" وغيرها من الأحكام التي تعزز ضعف تقدير ذات الابن وترسخ مفهوم أنه ضعيف ولا يمكنه تقديم الأحسن، وذلك مما يزيد من تشويه صورة الذات لديه.

#التوجيه_العملي: إطرح على ابنك سؤالا للاستفسار عن سبب تدني العلامة بدلا من الحكم عليه، كأن تسأله "في رأيك ما سبب أو أسباب ضعفك في المادة الفلانية؟ "، ثم ما الذي علينا فعله حتى تكون النتيجة أحسن(كل الأطراف تتحمل مسؤوليتها إن كانت سببا في تدني علامات الابن)

2. عدم تثمين الجهد المبذول مهما كان نوعه ومستواه خاصة في المواد التي يعاني فيها الابن ضعفا قاعديا كمادة الفرنسية مثلا أو الرياضيات.

التوجيه العملي: ثمن جهد ابنك في المواد التي أظهر فيها تفوقا أو تحسنا، وضع معه خطة للاستدراك في المواد التي أظهر فيها ضعفا وذلك بعد دراسة الأسباب.

3. المن والأذى على غرار قولك " كل ما أصرفه لأجلك من لباس ومأكل ومشرب وفي الأخير تكافئني بهذه النتيجة" هذا يشعر الابن بأنه ثقل وعالة على والديه، وبذلك قد يختار طريق التسرب المدرسي كَحَل للهروب من لوم الضّمير(خاصة المراهق).

#التوجيه_العملي: لا تربط بين الجانب المادي والنتائج الدراسية، فيمكنك القول: سعادتي وراحتي يا ولدي أو بنتي عندما أراك فردا صالحا ناجحا في حياته المستقبلية.

4. الأسئلة السلبية المقارنة كقولك : " شحال أدا صاحبك اللي قبلك؟ شحال أدا التلميذ الأول فالقسم؟ شحال أدا ولد فلان؟، وهذا يرسخ فيه مبدأ التنافس مع الآخر بدل التنافس مع الذات بين ما كانت عليه وما هي عليه حاليا وما ستؤول إليه مستقبلا، ومعيار الجهد المبذول، كما يرسخ فكرة عدم رضى الوالدين بابنهم وأن الآخر هو المعيار.

5. وليدي " جبتلي العلامة اللي اتفقنا عليها؟ جبتلي المعدل اللي قوتلك؟ وهذا ما يرسخ فكرة أن التعلم ليس مهما وذا قيمة لذاته وله شخصيا وإنما لينال به رضا غيره، فبذلك سيسعى طول حياته لإرضاء غيره ولو على حساب ذاته.

#التوجيه_العملي: علم ابنك أن يخطط ويضع أهدافا دراسية انطلاقا من قدراته، ولا يتحقق ذلك إلا ببذل الجهد واستفراغ الوسع مما يجعله يشعر بالرضا الذاتي ويساهم في تعزيز تقديره لذاته.

6. المقارنة بين الأبناء وخاصة إن كان من بينهم متفوق وآخر يعاني من ضعف في مواد أو من ذوي صعوبات التعلم، مما يخلق جوا من المشاحنات والغيرة والحسد بينهم فتكون النتائج الدراسية سببا في توتر العلاقات بين الأبناء بسبب هذه الممارسة الوالدية الخاطئة.

#التوجيه_العملي: ابتعد عن المقارنة مهما كانت، واستعمل كبديل لذلك مبدأ التقييم الذاتي من خلال تثمين نقاط القوة وتحديد نقاط الضعف وتحويلها إلى مبادرات للتحسين، وبهذا نكون قد علمنا أبناءنا مهارة حياتية مهمة تجعله يتحمل مسؤولية قراراته في حياته الدراسية واليومية.

7. الغفلة أو التغافل عن فرحة الابن عند إحضار ورقة الامتحان، كأن يحضر الابن أو البنت نتيجته وأنت منشغل بمباراة أو منغمس في تصفح الهاتف وتجيبه بـــــ: "وَلِّي مْبَعد...."، "هااايل....هااايل" وغيرها من العبارات التي قد تشعر الابن بعدم أهمية نتيجته وبالتالي أهميته، وبالتالي قد يجعله يحجم عن مشاركة نتائجه الدراسية واليومية مستقبلا مع وليه.

#التوجيه_العملي: مهما كنت منشغلا أبد اهتماما بعلامة الابن وما تحصل عليه، وقد تطلب منه العفو بالعودة لاحقا لأنك مشغول بعمل يتطلب منك تركيزا وفور الانتهاء منه فستعيره كل اهتمامك وتركيزك.

وكخلاصة عامة يمكننا القول بأن التربية عملية مستمرة في الزمان والمكان تتطلب منا طول النفس والاستمرارية، من خلال المرافقة والتشجيع وتوفير بيئة أسرية داعمة ومتقبلة لإخفاقات أبنائنا مهما كانت، بهدف التعلم منها وصقل معالم شخصيته المستقبلية والانتباه لتلك الممارسات السلبية التي قد تُعيق مسار العلاقة مع الأبناء وتُحوّلها إلى علاقة لا إنسانية تحكمها العلامة.

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *