{

أحبّوا

أحبّوا

  • مشاركة المقال :

أحبّوا

طلب غريب هذا الذي أقوله، وسيقول الكثير، هل تشك في حبنا لأولادنا؟. وسأزيد الموقف تعقيدا إن قلت أنا لا أشك في ذلك! فلماذا هذا الطلب إذا؟!.


في حقيقة الأمر لا يشك أحد في حب الآباء لأبنائهم، وهم مستعدون لبذل المزيد في سبيل أن يحيوا حياة سعيدة وطيبة، ولكن الذي أقصده هو: هل عبرت عن ذلك الحب لابنك؟ هل قلت له يوما أحبك يا ولدي؟....

 

وهل قبلته، حضنته، أمسكت يده تشعره بذلك الحب الذي تكنه له؟! أم أنك ترى ذلك تقليدا للغرب أو تمييعا للطفل!. حسنا إذا كان هذا هو رأيك فقد اختلفنا.
 
فلنعد إذا إلى منبع التربية ولنقتبس شيئا من فيضه، لنعد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يلاعب الحسن والحسين ويقبلهما، إذ بأعرابي يدخل عليه ويرى ذلك المشهد، فيستنكر ذلك ويقول: "ماذا تفعل يا رسول الله! فو الله إن لدي عشرة أولاد ولم أقبل أحدهم قط"، فأجابه المعلم الأكبر: "ماذا أفعل لك إن نزع الله من قلبك الرحمة"، صلى الله عليك يا رسول الله، فالتعبير عن حبنا لأولادنا رحمة، وليس تقليدا للغرب ولا تمييعا لهم بل سنة نقتدي بها نرجو من ورائها الأجر والثواب.

فمع تجربتي البسيطة لاحظت أن التلاميذ الذين يتمتعون بفائض عاطفي هم المتميزون والمتفوقون عادة، إنهم يدرسون ويتعلمون في أجواء مليئة بالعاطفة، وكأنهم باجتهادهم يحاولون رد بعض تلك العاطفة..
 
عبروا عن حبكم لأولادكم بالكلام والفعل، إنهم بحاجة ماسة لذلك، ولا تظنوا أنكم بمكتب وأدوات قد وفرتم لهم الشيء الكثير، اجلسوا إليهم واغمروهم بحبكم، وبثوا فيهم العزم للمضي قدما، بالحب فقط ستجعلون الطفل مستعدا لبذل كل طاقته من أجل المحافظة على تلك الطمأنينة، عودوا إلى أولادكم ولا تضعوا حواجز وهميّة بينكم، ابدؤوا من الآن فالأمر لا يحتمل التأجيل.

وأخيرا، فإن أنواع حب الأولاد والتعبير عنها كثيرة، وما هذا إلا جانب منه، وما أفردناه بالذكر إلا لأننا قد بنينا حوله أسوارا من الوهم، قولوا لأولادكم بكل إخلاص وحنان "نحبكم"، وعبروا لهم عن ذلك دائما، ولا تنسوا الدعاء لله أن يملأ قلوبكم رحمة.

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *