آفة الغش (..الغش في الإمتحانات...)..مالها وما عليها؟؟؟؟
من المسلمات أن الغش ظاهرة لا أخلاقية خطيرة وسلوك غير حضاري، ولا يختلف اثنان في ذلك.
وقد نهت عنه جميع الديانات والإديولوجيات على جميع منابعها، فنجد أن الإسلام قد أوصانا بالإبتعاد عنه في العديد من الآيات والأحاديث، وأشهر ما يتداول في هذا الموضوع على ألسن الناس في ديننا الحنيف،
لقد ذمّ الله عزّ وجلّ الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل في قوله تعالى: { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ . الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [المطففين:1-3].
وحديث المصطفى عليت صلوات الله وسلامه: «من غشنا فليس منا.. » [ رواه البخاري ].
وفي رواية « ليس منا من غشنا » [رواه مسلم].
والشيء الذي يختلف فيه الكثير هو تعريف الغش ، ومجالات تطبيقه و كيفية ووقت استعمال هذا المصطلح.
فالغَش هو: نقيض النُصح ، و هو نوع من أنواع الخيانة ، ذلك لأنه إخفاء للواقع و إظهار لخلافه بحيث لا ينطبق عليه ، و يتحقق الغَش بإخفاء العيب أو تزيينه بحيث لا يتعرَّف عليه الطرف الآخر.
والغش نوع من السرقة، والرغبة في النجاح بدرجات مرتفعة دون مجهود.
و عندما نتأمل في هذه التعاريف وواقعنا، نجد أن الكثير منا يمارس صوراً متعددة ومظاهر وأشكالا متنوعة وكثيرة من الغش في جميع شؤون حياته، ولكن عندما يتكلم عن الغش ينسبه إلى التلاميذ في الامتحانات فقط!
ومن بين هذه المظاهر نذكر:
- الغش في عملية البيع والشراء: وهو ما يقوم به التاجر في تجارته: من تطفيف للميزان و إظهار سلعة وبيع أخرى وإخفاء عيوب السلع.....
- غش العامل والصانع والموظف في أعمالهم من التحايل على أرباب العمل في إضاعة الوقت وعدم إتقان العمل...
- غش المنتخبون في حملاتهم الانتخابية قصد الوصول إلى السلطة بشتى الوسائل، متخذين مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة، وكما نعلم فإن السياسة نفاق...
- غش الأستاذ أتناء تأدية رسالته من عدم تحضير دروسه وعدم تبليغ الأمانة على أحسن وجه، وغشه في تضخيم نقاط تلاميذه، وتضييعه لأوقات التلاميذ......
- الغش في الزواج ، الغش في النصيحة ،......
إذن لا يجب علينا أن ننظر إلى الغش من زاوية واحدة ونحصره في جانب واحد وهو الغش في الامتحانات فقط ، في الوقت الذي رأينا أن هذا المصطلح يستعمل في مجالات كثيرة من حياتنا، وربما هي من بين أسباب استعمال الغش في الامتحانات من طرف الطلبة.
وما دمنا في مجال التعليم فلا بأس أن نتطرق إلى هذا العنصر وننظر إليه من هذه الزاوية، فنجد أنه يمس عدة شرائح وجوانب تعليمية منها : السياسة المتبعة في البلد، مسيرو المؤسسات التربوية بمختلف مراكزهم ، الأساتذة ، التلاميذ ، الأولياء، ....
ونحصر حديثنا هنا للكلام عن الغش في الامتحانات...
حيث أصبح يشكو الكثير من المدرسين و العاملين في المجال التربوي من تفشيه وانتشاره، رغم أن هذه الظاهرة قديمة وتمس جميع المجتمعات المتقدمة والمتخلفة وفي جميع الأزمنة. وفي جميع المراحل التعليمية من الابتدائي إلى الجامعي...
والشيء الذي يختلف بينها هي الوسائل المستعملة، منها التقليدية ومنهاالحديثة، حتى أصبح علما قائما بذاته له فنونه وأدواته وطرقه ووسائله ، يتطور ويتأقلم حسب الظروف والأمكنة، حيث يعتمد على مبدأ : البقاء للأقوى..والسارق يغلب الحارس، كما ألفت من أجله كتب ومقالات وقصائد وأغاني وأفلام....
حتى أصبحت هذه الظاهرة : موضة العصر وشيء أساسي وحقا للطالب لا يجب التنازل عنه، ومسكين من يعارض هذا سيتهم بالتخلف وبصفات أخرى مثل أنه: متشدد ومحافظ و رجعي ..و..
ومن بين المغالطات المستعملة في هذا المجال: استعمال الدين بتحوير بعض الآيات والأحاديث للإيفاء بالغرض مثل:
- · إتهام الطالب الذي لا يساعد زميله على الغش بأنه أناني ولا يعرف معنى التعاون و الأخوة في الإسلام، ويستدلون بقوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى..... »
- · أو يحرفون قول الرسول (ص) : «من غشنا فليس منا.. »..إلى القول : «من عسنا فليس منا.. »
- · أو قولهم: « من نقل انتقل. ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه....من راقب الناس مات هما... ».
- · يستعملون المثل التالي :« كل شيء بالعقل. ..إلا الامتحان بالنقل.. »
- · وقولهم: «علمتني الحياة.. ألا أنظر خلفي إلا في الامتحان.. »....
ومن أسباب الغش لدى الطلبة نذكر:
1- ضعف الوازع الديني لدى الطلبة :
وهذا دور العائلة والمدرسة والمسجد والمجتمع كله في تقويته لدى الأبناء بشتى الوسائل وفي جميع المناسبات..
2- التربية الغير السليمة لبعض الطلبة :
من طرف الوالدين أو المربين في المدرسة، وعدم توجيههم الوجهة السليمة.
3- القدوة الحسنة:
كما رأينا في بداية مقالنا لبعض مظاهر الغش في المجتمعات والتي يقتدي بها الطلبة ، فكيف بوالد أو مرب يغش في عمله وواجباته أمام الصغار ينتظر أن لا يكون هؤلاء صورة طبق الأصل منه.
4- الخوف من الرسوب :
للضغوطات الكبيرة التي تسببها العائلة والتربويون ومحيط الطالب في عقدة الرسوب وصعوبة الامتحانات ....الأثر النفسي الكبير لدى الطالب للجوء إلى الغش خوفا من العقاب واللوم والسخرية و المجتمع....
فما زال لحد الآن من ينظر إلى الاختبارات بمفهومها التقليدي القديم على أنها تعني :
اللحظات الحاسمة في حياة الطالب فهي التي تحدد وترهن مستقبله ، ففشله فيها يعني الضياع والعار و..و.
مما يسبب التوتر والخوف والقلق لديهم قبل وأثناء وبعد الاختبار... ولكم أن تتصوروا هذه اللحظات...
و الكارثة العظمى عند ظهور النتائج وخوف الطلبة من أخذ نقاطهم لأوليائهم...فكأنهم ذاهبون إلى الحساب والعقاب يوم القيامة..
لكن المفهوم الحديث للاختبار (التقييم) يعني:" قياس وتقويم العملية المتمثلة في جميع الأعمال التي يقوم بها المعلم من أجل الحكم على مستوى تحصيل الطلاب واستيعابهم وفهمهم للموضوعات التي درسوها ، وهي وسيلة أساسية تساعد على تحقيق الأهداف التعليمية ، وهي أيضاً قوة فاعلة تكشف عن مدى فاعلية التدريس والمناهج والكتب الدراسية ، وأساليب التدريس ". لا غير.
5- الموضة وتقليد الغير:
من غرائب ما سمعته من بعض الطلبة عن أسباب غشهم في الامتحان قولهم: " وجدت الآخرين ينقلون فنقلت أنا أيضا"، رغم أن هذا الطالب من أذكياء قسمه؟؟؟؟ "
وقول آخر: " لو لم أقدم المساعدة لزميلي لاتهمني زملائي بالأنانية وعدم مساعدة الغير و بشتى الصفات فأبقى منبوذا بينهم؟؟؟؟ "
6- طرق تقديم الأسئلة في الإختبارات( التقييمات ):
فنجد بعض الأساتذة لا يراعون الفوارق الموجودة بين الطلبة ، وليست لهم الدراية العلمية الكافية في وضع ورقة الاختبار، فيقدمون أسئلة غير شاملة لما درسه الطالب ، أو تعتمد على مجال معرفي واحد: الحفظ، التركيب ، التحليل، الفهم والاستيعاب، التطبيق... مما يلجئهم إلى الغش.
7- تواطؤ بعض المسؤولين مع التلاميذ أو أولياؤهم:
نتيجة لضغوط سياسة الدولة أو أولياء الأمور لاعتبارات شخصية أو مهنية ، بالإضافة إلى رغبة بعض المديرين أو المسؤولين في حصول المؤسسات التابعة لهم على أعلى النسب في الامتحانات .
ومن الآثار الكثيرة للغش التي تظهر عاجلا أو آجلا في الطالب والمجتمع، نذكر:
- إنحطاط المجتمع الذي تتفشى فيه هذه الظاهرة، لأن هؤلاء الطلبة سيصبحون مستقبلا مسيروا ذلك المجتمع، فيكونوا قد ألفوا الغش في حياتهم فيستعملونه في تسيير أمور غيرهم.
- تعويد الطالب على الاتكال على الغير في جميع أموره..
- الغش في الاختبارات تكون نتيجته حصول الممتَحن على شهادات لا يستحقها .
كيفية علاج الظاهرة:
لعلاج هذه الظاهرة يجب تكافل جهود الجميع في ذلك من أسرة ومجتمع ومدرسة كل حسب استطاعته و في مجال تخصصه، ومحاربة الأسباب المذكورة في انتشار الظاهرة:
فالعائلة:
تنشء أبناءها على الصدق والاعتماد على النفس وعدم الكذب والخداع...
والأهم أن تكون قدوة في تعاملاتها مع أبنائها في هذا المجال.
والمجتمع :
بتوعية الأبناء عن مخاطر الغش بشتى الوسائل : وذلك بتعريف الغش وخطره وأثاره على الفرد والمجتمع وتوضيحه للناس.
وبيان تحريم الإسلام له وحث الناس على الصدق والأمانة.وذلك بتقديم دروس توعية، القدوة الحسنة، والنظر إلى الامتحانات بجانبها الحديث، و..
أما المدرسة :
فدورها يكمن في تربية النشء على الاعتماد على النفس ، وتدريسه بطرق علمية تجعله تلقائيا لا يلجأ إلى مثل هذه الوسائل اللاأخلاقية،كما يجب على الأساتذة عدم وضع امتحانات تقيس المستويات المعرفية البسيطة مثل التذكر والفهم فقط وتتجاهل المستويات العليا للتفكير كالتركيب والتقويم والتحليل والتمييز.
للأمانة العلمية: توجد للمقال مراجع أنتيرناتية مختلفة
الغش في الامتحانات ،موضوع جد مهم ، وحتى في الحياة عموما --- في الفصل الثاني للتقييم وانا احرس احد الاقسام بدات افكر ، لماذا نحرس التلاميذ ؟ اليس ديننا الاسلامي يحرس على ان ننشئ ابنائنا على القيم والاخلاق الحسنة وان تعلمهم منذ التنشئة على الصدق والامانة مثل ما امرنا الرسول صلى الله عليه وسلم إن طبقنا التعاليم بصرامة وجد والدور الاول على الوالدين وثم المدرسة والمجتمع لساعد بنسبة كبية في القضاء على هذه الظاهرة التي تعود سلبا على التلميذ وعلى المجتمع عموما