من تجاربي التعليمية: "تعليم الأقران... من زاوية أخرى"
لقد كان حلم يراودني دائما أن أدرس قسما بمعلمين اثنين أو أكثر:
فكيف يكون رد التلاميذ؟ وكيف يكون التنسيق بين الأستاذين؟ وكيف يكون الجو السائد في القسم؟؟؟
لم تسمح ظروف عملي بتطبيق هذه الفكرة ميدانيا لعدة أسباب واعتبارات، أغلبها خارجا عن نطاقي ومنها ما يتعلق بالأستاذ الذي يتفهم فكرتي وطريقة عملي في القسم وكيفية تعاملي مع الطلبة والأهم من ذلك تقبله من طرف الطلبة أو لا؟؟
والحمد لله الذي أوصلني إلى تجسيد هذه الفكرة أخيرا بعد أن تحققت هذه الظروف؟؟
الأجمل في كل هذا أن شروط تجسيد الفكرة وجدتها متوفرة في طلبتي السابقين الذين كنت أدرسهم الرياضيات في السنوات السابقة والذين هم الآن في مستوى الأولى ثانوي لتعودهم على طريقة عملي معهم المتعلقة بالتعليم النشط وتعليم الأقران والعمل في مجموعات.......
تجسيد الفكرة
بعد أن جالت بخاطري هذه الفكرة في عصف ذهني مع ورقتي وقلمي (رفيقا دربي)، حاولت أن أطرح الفكرة على إدارة المؤسسة، فوافقت بسرعة البرق كما عهدنا منها ذلك بتشجيعها للإبداع وكل ما هو جميل (للأمانة هذا من أسباب نجاح تجاربي الكبيرة مع طلبتي).
ثم طرحت الفكرة بعدها على طلبتي فأعجبوا بها كثيرا.
مبدأ الفكرة وكيفية تطبيقها:
- إشراك طلبة الأولى ثانوي معي في تدريس حصص الرياضيات في المخيم التحضيري لطلبة الشهادة.
- حيث اخترت 3 طلبة وطالبتين من الذين تحصلوا في الشهادة السابقة على أحسن العلامات في الرياضيات (20 و19.5 ).
( رقيق الساق ياسين ، تهتاه ربيع ، قصبي فاروق ، + الشيهاني آمال ، حجاج حفصة )
- بعد شرح الفكرة على هؤلاء الطلبة/المساعدون اقتنعوا بها وتعهدوا بمساعدة زملائهم وتقديم يد العون لهم بكل ما أوتوا من قوة.
- كان عمل هؤلاء الأربعة معي في القسم وخارجه: الطلبة يرافقون الذكور والطالبتين يرافقن الإناث.
- في القسم يتولى الطلبة/المساعدون معي تنشيط وتوجيه زملائهم الذين يعملون في مجموعات والتنقل بين الأفواج لمراقبة أعمالهم وتقديم يد المساعدة.
- خارج القسم: يتابعون زملاءهم ويوجهونهم ويلعبون معهم ويأكلون معهم، وذلك لتوفير جو من الألفة والمحبة بينهم والإجابة على كل تساؤلاتهم وانشغالاتهم.
- تكليفهم بمهمات شخصية وفردية تخص بعض الطلبة (الحالات الخاصة).
- كان لنا اجتماع يومي لتقييم أعمالنا وعرض النتائج التي توصلنا إليها وتقديم التكليفات الجديدة.
النتائج المتحصل عليها من التجربة:
- أصبح الطلبة الآخرون هم الذين يبحثون عن زملائهم ليساعدوهم في كل الأوقات.
- تخلي الطلبة بالسهرات اليومية المبرمجة لهم وذهابهم لوحدهم لقاعة العرض لمراجعة دروسهم مع الطلبة/المساعدين وفي أوقات الفراغ خاصة
- أعجب طلبة الشهادة بالفكرة كثيرا، وطلبوا تعميمها على بقية المواد.
انطباعات عن التجربة:
هذه انطباعات الطالبتين: الشيهاني آمال وحجاج حفصة من الأولى ثانوي حول التجربة والمخيم عموما
".. بحمد من الله العزيز الرحيم .تم تنظيم مخيم لطلبة الرابعة متوسط المقبلين على شهادة التعليم المتوسط ، والذي كان مخيم جد رائع وجد ممتاز ....تخللته عدة برامج. حمل هذا المخيم برنامج الورشات، حيث خصص كل أستاذ ورشة خاصة بمادته ليتم تقسيم الطلبة إلى أفواج تدور حول هذه الورشات ....ومما كان متميّزا : رشة مادة الرياضيات ..المسؤول عنها الأستاذ العزيز العلواني مصطفى .
برنامج الورشة أذهلنا نحن طلبة الثانوي بما كان فيه من قمة إبداع الأستاذ.. وتفكير في خطة الورشة، والتي كان هدفها تحبيب مادة الرياضيات للتلاميذ... الفكرة الأولى والجديدة هي إشراك بعض طلبة الأولى ثانوي في هذه الورشة بتقديم مهام لهم تغير من الروتين، كمساعدة طلبة الرابعة في اشكالاتهم المطروحة وتقديم تجربتهم التي مروا بها في السنة الماضية ...
بعد الدخول لأول مرة في هذه الورشة، ما سر ناظرنا جلوس الطلبة بشكل أفواج بين جدران متحفة بمجلاتهم الرائعة الملونة والتي تمثل كل واحدة كفاءة خاصة في المادة ...ولا ننسى الفكرة الرائعة والجميلة والتي غبطنا بها تلاميذ الرابعة متوسط، وهي فكرة أستاذنا الفاضل التي قام بها بشكل تنظيم وتحضير تمارين خاصة بكل كفاءة في مادة الرياضيات وتنظيمها على شكل مكتبة مصنفة ليسهل على التلاميذ اقتناء بعض من هذه التمارين ....كذلك تحفيزهم على من يتحصل على أكبر رصيد من حل التمارين في هذا التربص المغلق ...وفكرة أخرى هي تعليق ظرفين على الجدران خاصة بكل تلميذ، يتواصل بها مع الأستاذ ، فإذا أشكل على أحدهم سؤال ما يكتبه على الورقة المقدمة من طرف الأستاذ، ويدخلها في الظرف بحيث لا يدخلها بشكل كلي ليلاحظ الأستاذ وجود رسالة ويتم الجواب على السؤال ثم يعيدها في الظرف الثاني الخاص بالإجابات.
- اليوم الأول 2015/3/19: كان لليوم الأول حظ خاص بتعريف الطلبة على الورشة وما تم تنظيمه لهم . فحقا أُسعد الجميع به على غرار ما قيل لنا، وأجمل ما كان، والذي كان بالنسبة لنا طلبة الثانوي هو كيفية الترحيب بنا في أول ورشة من أستاذ درسنا الكثير في السنوات الماضية فألف ألف شكر وألف تقدير.
- بالنسبة لليوم الثاني 2015/3/20 حمل تقديم تمارين لطلبة الرابعة داخل الورشة بما فيه من لعبة خارج القسم في الصباح الباكر مع الهواء العليل ، حيث كانت تمارين خاصة بالقاعدة المدروسة ...وهذا لا ينسينا التحفيزات المقدمة ...الجميلة والبسيطة والحلوة ...كشوكولاتة مثلا لكل جواب صحيح ..ونكت أو معلومة من الأستاذ لتغيير الجو
- أما بالنسبة لليوم الثالث 2015/3/21...كان مواصلة لما بدأناه من تمارين ومسائل ...إلا أنه ليس كغيره من اليومين الماضيين ،حيث كان نصيب لبعض الأفواج لتقديم درس جديد كما هو مقسم للأفواج في بداية السنة وألعاب متنوعة منها خارج القسم وداخله...فهو أجمل ما كان من حيث تقديم لمعلومات كل فوج على حدة
- آخر يوم في هذه الورشة ...خصص الأستاذ وقت خاص في السهرة لمسابقة بين جميع تلاميذ الرابعة متوسط من مركب الإحسان والرشد وبدعوة لحضور جميع الأساتذة، وكانت أروع خاتمة وأفضل سهرة فيها حيوية ، ومنافسة لنيل الجائزة من الأستاذ.
وها هي ذا ورشة مادة الرياضيات انتهت بأمل أنها تحمل نتائج إيجابية على مستقبل التلاميذ وعلى نتائجهم المرجوة في شهادة التعليم المتوسط .
فألف شكرا بجميع اللغات للأستاذ العلواني مصطفى الذي بدل الجهد الكبير الغير المحسوب والذي أوصل المادة من قلب قنوع إلى تلامذته من أجل نجاحهم وفوزهم ... ونتمنى له نشاطات ناجحة ومستقبل رائع إن شاء الله .."فاللهم أعن تلاميذ الرابعة متوسط على النجاح وأجعلهم الأفضل هم وأساتذتهم في حياتهم ومستقبلهم " اللهم آمين "
توصيات :
أتمنى أن تعمم هذه التجربة على جميع المواد وفي جميع التربصات قصد استغلال الطاقات الكامنة لدى طلبتنا وتوفير جو من الألفة والمحبة والتضامن بين مختلف المستويات والأجيال في المؤسسة.
0 تعليقات:
أضف تعليق