مرحبا بأوليائنا في أقسامنا
كثيرا ما أسائل نفسي:
- ما لنا نلوم أولياء طلبتنا عن عدم متابعة أبنائهم في منازلهم؟؟
- هل حقا أنهم قصروا في هذه المتابعة؟
- أم كما يقول المثل العامي: "هذا واش حلبت "؟
ثم أجيب نفسي بمرارة:
ربما أنهم قد قدموا كل ما لديهم من إمكانيات وتضحيات وتحفيزات مادية ومعنوية، وهذا كل ما يعرفون، وكل ما استطاعوا تقديمه – وهنا لا أنكر وجود استثناءات شاذة (والشاذ لا يقاس عليه) لأولياء ربما قد قصروا وأهملوا أبناءهم لظروف مختلفة لا يسع المجال هنا لذكرها -
ثم أعود فأقول:
هل حقا أشركنا الأولياء في تكوين ومتابعة أبنائهم؟؟
هل علمناهم السبل الحقيقية لتحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية؟
هنا أتوقف عن طرح مثل هذه الأسئلة عندما أجد الأجوبة تدور في فلكي بإحصائيات لما أنجزت مؤسستنا من خطوات عملاقة في هذا المجال، عندما أتذكر تلك التكوينات التي يتلقاها أولياء طلبتنا في مختلف الأصناف والمستويات ( من التحضيري إلى الثانوي ،آباء وأمهات )طوال السنة مع مختلف الشخصيات والإطارات الفاعلة حتى من خارج الوطن، إضافة إلى الكم الهائل من الإشعارات والتوجيهات والنصائح التي تبعث إليهم دوريا مع أبنائهم، تُعلِمهم فيها المؤسسة عن كل تحركات أبنائهم مع مقترحات ومشاريع عائلية (صيفي فرصتي)، دون أن ننسى الدور الفعال الذي يقوم به الموقع الإلكتروني في هذا المجال.
بعدما اقتنعت بهذه الإجابات، بدأت أسائل نفسي من جديد:
وما دوري أنا في هذه العملية؟
هل حقا استقبال الأولياء لساعة واحدة كل أسبوع يفي بالغرض؟
وهل كراس المراسلة يكفي كأداة تواصل بيني وبين ولي الطالب؟
يا إلهي. حقا لقد قصرت....
فهناك نافذة مغلقة في قسمي لو أفتحها، ستكون الإضاءة أكثر ويكون مردود طلبتي أحسن...
نعم وجدتها... (ليست نظرية أرخميدس)، بل وجدت الفكرة التي تساعدني على إيصال رسالتي إلى الأولياء بفعالية أكثر وبأقل تكلفة...
إنها فكرة استقبال الأولياء في القسم ليحضروا مع أبنائهم حصصا تعليمية...
بعد عصف ذهني مع نفسي بحضور ضميري، وبعد تفكير داخل الصندوق وخارجه.... لإيجاد كيفية تجسيد هذه الفكرة ميدانيا..
وجدت صيغة لذلك كما يلي:
بما أنني أعتمد في تدريسي لطلبتي على طرق حديثة: التعليم النشط، الإبداعي، بالأفواج...
وبما أن هذه الطرق أغلبها يعتمد في سير العملية التعليمية على الطالب عكس الطرق التقليدية التي تتمحور حول الأستاذ -فهو: الآمر الناهي، المحضر للدرس المقيم له، الموجه للأسئلة المجيب عنها كما يقول المثل : فرعون القسم ( أنا ربكم الأعلى، ما أريكم إلا ما أرى..).
فوِفق الطرق الحديثة الكل يشارك في إعداد الحصة وتنشيطها، والكل يتفاعل والكل يسأل ويجيب، والكل يُحضر الدرس ويسأل ويقيم....
وفق هذا المنظور: فلماذا لا أقترح حضور أولياء الطلبة عندما يعرضون درسهم وبحوثهم على زملائهم؟؟
أمممممم ..فكرة جيدة...
بعد هدوء العاصفة الذهنية، وغلق الصندوق بعد ما استخرجت منه احتياجاتي المؤقتة، بدأت في تفعيل هذه الفكرة، وفق الخطوات التالية:
- عرض الفكرة على الإدارة للموافقة عليها.
- بعدها عرض الفكرة على الطلبة مع تحديد الأهداف المرجوة من ذلك.
- تقديم دعوات لأولياء الطلبة المعنيين بتقديم الدرس أسبوعا قبل ذلك بواسطة أبنائهم ( نسخة في المرفقات)
- تجهيز مكان في القسم باسم: ركن الضيوف: يشمل على كرسي الولي، كرسي للضيوف من داخل المؤسسة الذين يودون الحضور (أساتذة، إدارة...)، أو من خارج المؤسسة بعد إشعار الإدارة بذلك.
- وضع قانون خاص يحدد فيه دور الولي في الحصة: عدم تدخل الولي سواء كان حديثا أو تحفيزا أو عتابا إلا بإذن من الأستاذ
- وضع سجل ذهبي لتسجيل ملاحظات الأولياء والضيوف.
- أخذ صور تذكارية للفوج مع أوليائهم.
- على الفوج الذي قدم الدرس إعداد تقرير عن حصته ينشر في موقع المؤسسة مع الصور المرفقة.
النتيجة المتوقعة والهدف الختامي من كل هذا:
- تفعيل دور المعلم في التواصل مع أولياء الطلبة ميدانيا.
- تحفيز الطلبة معنويا.
- كسر الحاجز النفسي بين: الأستاذ-الولي –الطالب.
- تعويد الطلبة على الشجاعة والثقة بالنفس والاعتزاز بأوليائهم.
- تدريب الطلبة على نظام مذكرات التخرج والأطروحات الجامعية.
نموذج للدعوة الموجهة للأولياء لحضور الحصة
نعم إنها فكرة رائعة و جميلة فأتمنى تطبيق هذه الطريقة في المواد الأخرى إن أمكن لأنها أعجبتني بصفتي متمدرس عند هذا الأستاذ ( العلواني مصطفى بن كاسي ) و أتمنى أيضا حضور عدد معتبر من الأولياء و أخيرا نشكر الأستاذ على هذه الطريقة المبهرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لقد كانت فكرة الأستاذ العلواني مصطفى بن كاسي فكرة رائعة و مبهرة واتمنى ان تطبق في جميع المواد الأخرى فقد اعجبتني انا و زملائي . وأنا بدوري أشكر الأستاذ الفاضل على هذه الفكرة الرائعة وأتمنى له المزيد من التألق إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بصفتي طالب في مستوى الرابعة متوسط وأني قد عشت هذه الطريقة في هذه السنة أشكر الأستاذ على مجهوداته الجبارة وأفكاره الإبداعية، حقا كنا نشهد تحضيرات للدروس من طرف الطلبة كأمر عادي ولكننا أبدا لم نشهد حضور الأولياء إلى الأقسام لمتابعة أبنائهم، إنه لفخر كبير وعظيم للطالب عندما يشعر بأن والده يتابعه في دروسه، وهذا العمل الرائع سيلقى بإذن الله ثمرته وهي أحسن النتائج في امتحان الشهادة، ولا ننسى فضل الله تعالى أن رزقنا بأستاذ مميز ليس كغير الأساتذة وإنما هو كنجمة متلألئة وسط النجوم العادية، وفي الأخير وبصفتي كمسؤول قسم الرابعة متوسط بمركب الرشد مدرسة تاونزة العلمية نيابة عن القسم أشكر الأستاذ العلواني مصطفى بن كاسي على المجهودات المبذولة والسلام عليكم. أمين باباعدون - الرابعة متوسط - مركب الرشد - مدرسة تاونزة العلمية.
جلست إلى أبنائي اليوم وهم يدرِّسون هكذا أود أن أعنون هذه الكلمة عن التجربة الرائدة التي شهدتها اليوم في مدرستنا العلمية التي عودنا فيها الأساتذة بالتفاني في خدمة التلاميذ وتبليغ رسالة العلم إليهم، وكانت الطريقة اليوم فريدة من نوعها، لأننا ألفنا بل عشنا محاولة التلميذ إلقاء الدرس على مسمع زملائه، ومرأى الأستاذ، لكن نعيش اليوم حضور الولي وشهوده جهود ابنه أو بنته على المباشر، متجاوزا نمطية نقل الرواية عن الدرس إلى الدار، ونمطية سؤال الأستاذ عن حال التلميذ في القسم، ... ليصبح الولي شاهدا بل طرفا حقيقيا في العملية التربوية من خلال الأثر الإيجابي لهذا الحضور، بما يستدعيه هذا المشهد من اهتمام لدى التلميذ، ومثابرة على التحضير، وكثير مما لا يحصى من ايجابيات كان أغلبها مقصد الأستاذ الفاضل، وبعضها ربما لم يرد إلى خلده، ذلك فضل الله يؤتيه المخلصين في أعمالهم، فيتفضل عليهم بأعظم مما قصدوا من الخيرات. فجزى الله الأستاذ خيرا، وجعله قدوة وإماما في هذا المجال وغيره من المبرات. ومن جانب آخر حضرت هذه الحصة التي تبقى ذكرى خالدة، وأنا قادم من جلسات ملتقى "العلامة اطفيش القطب الجزائري؛ إسهاماته المعرفية وامتداداته في الجزائر والعالم"، في ذكراه المؤوية بجامعة غرداية، وكنت أتساءل عن لطف التقدير الإلهي وأنا أتذكر أن القطب رحمه الله قد جلس للتدريس وهو ابن ستة عشر سنة، وبدأ التأليف في هذه السن، وقد جلس إلى حلقة درسه بعضُ أساتذته الذين علموه، ثم تواضعوا ليتعلموا منه، فدعوت الله تعالى أن يكون لنا من أبنائنا في مدارسهم شبه بالقطب رحمه الله، فهل أنا إلا قاصد حلقة درس أبنائي وهم في مثل عمر القطب أو قريب منه لما بدأ التدريس، وكنت أحتار في الاختيار بين متابعة أعمال الملتقى وبين حضور مشاركة ابنتي في حصة تدريس حتى أيقنت إني إن ذهبت إلى المدرسة العلمية فهو فوق كونه واجبا أصبح جزءا من ملتقى القطب، وبل أحسبه تجسيدا ميدانيا لحياة القطب رحمه الله. فبارك اللهم في جهود من أتاحوا لنا مثل هذه الفرص، واجعلها تؤتي أكلها كل حين، وارزقنا خلائف عن القطب بعد مائة سنة، أو لم يرو أن الرسول قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها"؟ وكان القطب يرجو أن يكون مجددا لأمر الدين نشرا للخير،ونفعا للعباد.
يا لها من فكرة جميلة ورائعة امتنى ان يستفيد منها كل الناس نعم هذه التجربة ستوقظ ضمائر الاولياء