{

جرِّب هذه الوصفة أيها المربِّي

  • الرئيسة
  • جرِّب هذه الوصفة أيها المربِّي
 جرِّب هذه الوصفة أيها المربِّي

  • مشاركة المقال :

جرِّب هذه الوصفة أيها المربِّي

 يمر المربون من أمهات وآباء ومعلمين ومعلمات بمواقف عديدة مع أبنائهم وتلاميذهم، وكثير من هذه المواقف الحياتية قابلة للاستغلال بغرض تمرير وإيصال إحدى المعاني الإيمانية أو التوجيهات الأخلاقية و التربوية وهذا ما نسميه بالتربية بالمواقف.

 

يؤكد علماء التربية على نجاعة هذا الأسلوب من التربية، لأنه أكثر تأثيرا في سلوكيات الناس من ملايين الخطب أو النصائح التي قد يستمعون إليها بملل.

 

وخير طريقة هي أن نتصيد المواقف ونثبّت من خلالها ما نريد تثبيته باختصار في الكلام، لأن الموقف قد هيّأ المتلقِّي- تلميذا كان أو ابنا- لتقبل وفهم الرسالة نصيحة، موعظة أو غيرهما، خاصة إذا كان الموقف الذي مرّ عليه قد ترك أثرا في نفسيته واستثار عواطفه واهتماماته.

 

ولأضرب لكم مثلا حدث معي وهو المحفز الرئيسي لكتابة هذا الموضوع ففي إطار تحضير تلاميذ قسمي (الخامسة أ) لاجتياز امتحان شهادة التعليم الابتدائي، أحسست بأنني ربما بالغت في إسداء النّصائح لتلاميذي تحضيرا للاستحقاق القادم، مما قد يجعلهم يحسون بالملل، وكنت أود في تلك الأيام إيصال فكرة أن هناك فرق بين من يخطط جيدا للوصول إلى هدف النّجاح وبين من يعمل بعشوائية.

 

فاغتنمت فرصة إجراء دورة في كرة السّلة بين مختلف الأقسام، حيث كان الجوّ السّائد هو حبّ الفوز على الفريق الآخر، وكانت المباراة قد قُسِّمت إلى شوطين، فلاحظت بأنّ التلاميذ يلعبون في الشّوط الأول بعشوائية ودون خطة لعب وعند انتهائه كانوا قد شارفوا على الخسارة، وأحسست بأن الوقت قد حان لأتدخل، فجمعتهم ونبهتهم بأن خطأهم يكمن في عدم التّخطيط الجيد للمباراة وطبعا ساعدتهم في بناء خطّة لعب، وفي الشّوط الثاني تفاجؤوا بالفارق حيث سيطروا على المباراة وربحوها، وهنا بالذات ومع نشوة الانتصار قررت أن أرسل رسالتي في كلمات عرضت فيها أحداث الشّوطين والفرق الحاصل بعد التخطيط و أسقطت القضيّة على التّخطيط المسبق للامتحان وإحصاء كل ما يقود للنجاح، وبأن من يفوز هو دوما من يحسن التخطيط قبل خوض الامتحان، وبينت لهم بأن التخطيط يكون باستحضار نية الفوز عن طريق الدعاء الخالص لله وتلخيص الدروس وحل الواجبات وغيرها، وأحسست حينها بأن الرّسالة قد وصلت بوضوح بإذن الله .

 

لذا أنصح نفسي وجميع المربين باغتنام المواقف، وبعدم تفويت أي فرصة سانحة لتغيير سلوك وفي اعتقادي يمكن إدراج هذا الأمر في خانة قول ربّنا عز وجل:

"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" النحل 125.

 

2 تعليقات:

  1. الحاج موسى

    رجاء اريد مشاركة بهذه الكلمة اين دور المختص النفساني في المؤسسة

    المرشد النفسي حسن ح أ

    بارك الله فيك أخي الدكتور إبراهيم، حقيقة موضوعك هام جدا و يندرج ضمن الإرشاد بالسلوك، و هذا النوع من التربية و الإرشاد يرسخ لدى التلميذ صورة واضحة عن الموقف. و هناك ما يسمى أيضا بالتربية بالقدوة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *