{

هل هي مقاربة بالكفاءات أم آثار إعلام بوليود؟

  • الرئيسة
  • هل هي مقاربة بالكفاءات أم آثار إعلام بوليود؟
هل هي مقاربة بالكفاءات أم آثار إعلام بوليود؟

  • مشاركة المقال :

هل هي مقاربة بالكفاءات أم آثار إعلام بوليود؟

        هَمَسَتْ في أذن صديقتها بنغمة بريئة و البسمة تملأ محياها "سنفعل هذا في الاستراحة"،

هكذا بدأت قصة القبلة التي جرت أدوارها بقسم السنة الثالثة عندما راحت الأستاذة الحكيمة تشرح لتلاميذها مفاهيم أنشودة موسومة بـ: "أمي"

 

"فخذي مني و هاتي           قُبلةَ العيد السعيد

 

ضحك الكل واستغلت الأستاذة الفرصة لتُبسط المفهوم و تنشر المعنى الحقيقي و تُزيل اللُّبس العالق في الأذهان أو بالأحرى الصورة الذهنية المرتسمة في عقول هذه البراءة... هكذا و بعد دقائق يدق جرس الاستراحة ليستل الكل اللمجة من محفظته و يتجه صوب ساحة المدرسة.

 

خرجت البرعمتان من القسم و لكن هناك شيئ لازال مرتسما في الذهن يثير الفضول و ترغبان في تنفيذه، و لكن اليوم الفرصة غير مواتية...

 

مرت الأيام و لازال هناك ما ينخر في الذهن، جاءت الفرصة سانحة و بينما كان منشغلا بمشاهدة مباراة في كرة القدم،  راحت إحداهما تدعو الأخرى إلى خلوة لمدة ثوان لتنفذا ما انقدح إلى الذهن أثناء تلك الحصة.

 

و بكل براءة تحققان كفاءة خارج القسم و تُقَبِّل الواحدة الأخرى و تنتهي الأسطورة البريئة..

 

ترى ما الذي حدث بعد كل هذا؟؟

 

       بعد انتهاء الدوام، أقفلت البنتان عائدتان إلى منزلهما و هنالك تُسِرُّ كل منهما إلى من تجد فيها الأذن الصاغية و القلب الحانيَ مجريات ما وقع، و هنا تفتح صفحة أخرى من حنكة أو بلادة ردة فعل الوالدين في تصحيح أو تبسيط صورة ذهنية في عقل بريء لازال في طور بناء مفهوم له آثاره النفسية و العاطفية في حياة الكائن البشري.

 

"ترى ما هي ردة فعل الوالدين بعد ذلك؟"

 

فهذا يهول القضية و يصنفها في مصاف الجرائم البشرية التي تستحق عليه بنته التعزير، و ذاك يطلق العنان لمواعظه التي تتجاوز ما يتحمله عقل البريئة ليُحَرّم كل ما يمت بصلة إلى الحب و القبلة...  و فاقد الشيء لا يعطيه.

 

رحت أبحث عن الأسباب التي دفعت بالبنتين إلى القيام بذلك السلوك، فكان الجواب من جملة ما كان محتملا، أن لا ذنب للأستاذة في القضية بل كل المسؤولية تلقى على عاتق الأولياء لمّا أطلقوا العِنان للإعلام و نصّبوا مربيا بجانبهم في إحدى حجرات المنزل ظنّا منهم أنهم يتحكمون في ما تبث من أفكار –و أية أفكار- من خلف شاشات الإعلام.

 

و الطامة الكبرى في كل هذا أن ما انقدح الى ذهن التلميذتين لتطبيقه  تم مشاهدته في حضور الوالدين الكريمين،  و لكن استخفافا بعقول بريئة -و لكنها أكثر فطنة و نباهة مما نتصور- تكون ردة فعل المربين بالضغط على زر التحكم و تحويل المشاهِد إلى قناة أخرى ريثما تمر تلك اللقطة[1]، ناهيك عن رسائل أخرى أكثر فتكا بأخلاقه يُتغافل عنها أو توضع في خانة "نورمال".

 

بعد كل هذا رحت أطرح الأسئلة الاتية:

 

-   ترى هل وعى الأولياء قوة الإعلام في التأثير على أبنائهم؟

 

-  هل للأولياء رقابة على ما يتيحونه من برامج إعلامية لأبنائهم؟

 

-   ما مدى تحكمنا فيما يتفرجه أبناؤنا في ظل توفر الأجهزة و الألواح الذكية و خاصة في خلواتهم؟

أسئلة و أخرى ذات صلة تجعلنا نفكر مليا في مسؤولياتنا تجاه فلذات أكبادنا و نعيد النظر في كيف؟ و ماذا؟ و من يربي أبناءنا؟

فاللهم أهمنا مراشد أمورنا.



[1] - و هذا ما صرحت به كلتا التلميذتين.

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *