{

متعة الرياضيات في تطبيقها.....

متعة الرياضيات في تطبيقها.....

  • مشاركة المقال :

متعة الرياضيات في تطبيقها.....

جاء اليوم دور الرابعة متوسط أ ليتذوقوا حلاوة الرياضيات بتطبيقها ميدانيا ويبرهنوا لمن يقول أن الرياضيات هي مادة تعليمية خاصة بالأوراق والسبورة فقط. خطأ تصوره.

 

بعد أن قدم فوج الكندي درسه (باب الأعداد الطبيعية والأعداد الناطقة – ا لقاسم المشترك الأكبر (P.G.C.D  ) ) في حصة سابقة كما عهدنا منه الجودة والانضباط والتمكن التام من المادة: محتوى وعرضا وإبداعا،  بشهادة الحاضرين معنا في الحصة السيدان: المدير البيداغوجي للمؤسسة وأستاذ  من أساتذة الابتدائي ( كما دربنا وعودنا الطلبة أن الحصة مفتوحة لجميع  من يريد حضورها من الطاقم ليفدينا ويستفيد من تجربتنا المتواضعة مع التعليم النشط في مادة الرياضيات ..).

 

وبعد أن أنجزنا حصة لشرح الدرس من جديد من طرف الأستاذ عن طريق العارض الضوئي مع تفصيل أكثر، وتوضيح بأمثلة وتطبيقات...

 

جاء دور إجراء تجربة ميدانية خاصة بهذا الدرس.

 

بعد أن شرحت محتوى التجربة للطلبة في القسم والهدف منها، وزعت عليهم التمارين التي سيطبقونها ميدانيا.

 

خرج الطلبة من القسم حاملين معهم دفاترهم وأدوات الهندسة التي يحتاجونها.

 

كانت وجهتنا الساحة الخارجية المقابلة للمدرسة، أين التقينا هناك مع ضيوف شرفيين (إدارة، أساتذة واستاذات) حضروا لمشاركتنا التجربة

 

بعد أن عرضنا العتاد الذي يحتاجه الطلبة في تجربتهم (الديكامتر، خيوط، إبريق ماء، عصي...)، أعطينا لهم الحرية في اختيار الأرضية التي يريدون إنجاز مشروعهم فيها.

 

فكرة المشروع (التجربة)

أن مدير المؤسسة طلب من مسؤول الصيانة (المكلف بتزيين محيط المؤسسة وتجميله)، تزيين الساحة الخارجية للمؤسسة بنباتات وأشجار، قصد تحسين واجهة ومدخل المؤسسة، واشترط عليه أ,لا أن يغرس أشجارا على حواف أربع مثلثات علمت أطوالها مسبقا، والشرط الثاني أن تكون على رأس كل مثلث من المثلثات الأربعة شجرة، والشرط الثالث أن تكون المسافة بين أشجار كل مثلث متساوية.

 

أراد مسؤول الصيانة الاستعانة بطلبة 4 متوسط لمساعدته في عمله، فكانت التجربة المفترضة.

 

إنجاز المشروع (التجربة)

بعد أن اختار كل فوج أرضية لإنجاز مشروعه حسب المواصفات المقترحة عليهم بمساعدة مسؤول الصيانة، انطلق أعضاء كل فوج في تحديد المراحل اللازمة لإعداد المشروع، واتفقوا أولا على الجانب النظري المتمثل في تحديد ورسم المثلث على الورقة، وتعيين المسافة اللازمة بين أشجاره، وهنا كان لب الموضوع، حيث استعملوا لتحديد ذلك فكرة وكفاءة القاسم المشترك الأكبر بين أطوال المثلث الثلاث، وهذا القاسم هو المسافة التي يجب تركها بين الأشجار في المثلث الواحد باعتبار أننا اشترطنا بوضع شجرة في كل ركن من المثلث. (هذا ما تعلمناه في الجانب النظري من الدرس في القسم).

 

بعدها عَمِد كل فوج إلى تجسيد ذلك ميدانيا: فتعاونوا فيما بينهم لتحديد ذلك: أحدهم يمسك بطرف الديكامتر والآخر يقيس والآخر يمسك بالطرف الثالث وآخر يوجه ويراقب العملية.

 

والمشكل الكبير الذي وقع فيه أعضاء الأفواج هو كيفية رسم مثلث علمت أطواله الثلاث ميدانيا، لأنهم ألفوا رسمه نظريا في الورقة بواسطة المسطرة والمدور، وهنا في الأرض لا يملكون مدورا كبيرا يقيس المسافات بالأمتار، بعد توجيهنا لهم، توصّلت الأفواج إلى حل الاشكال بالاستعانة بخيط بديل للمدور فتمكنوا من رسم معالم مثلثهم لإنجاز مشروعهم بعد أن حددوا حدود مثلثاتهم باستعمال الإبريق والماء عوضا عن الجبس والجير كي لا تمسح معالمه.

 

كان كل ذلك تحت أنظار ومراقبة جمع من الحاضرين من الأساتذة، الأستاذات، الإدارة. يراقبون ويوجهون ويسألون ويستفسرون.... ويتعلمون أيضا معنا.

 

في نهاية رسم الأفواج لمثلثاتهم عفوا مشاريعهم، فرحوا كثيرا لذلك، وتمنوا تكرار مثل هذه التجارب بعدما استفادوا من تطبيق ميداني ودرس خارج القسم واختبار معلوماتهم النظرية... و....

 

نصائح وتوجيهات وكواليس من التجربة:

- طبقوا أساتذتي المعلومات النظرية التي تقدموها لطلبتكم في القسم خارج القسم، ستستمتعون أنتم وطلبتكم بذلك، وتربطون النظري بالواقع، وهذا هو الهدف الأساسي من العملية التعليمية، ولا تستهزؤوا بأية تجربة مهما كانت، بإذن الله سوف يستمتع بها طلبتكم ويستفيدون منها.

 

- وقع الطلبة في مأزق كبير عندما أرادو رسم المثلث على الأرض، إذ لم يستطيعوا، وعندما سألناهم عن كيفية رسم ذلك: سمعنا الكثير وضحكنا أكثر لبعض المقترحات.... ولكن للأمانة هناك من الطلبة من استعمل ذكاءه بحيلة ووجد مخرجا لهذا المأزق باستعمال أفكار بسيطة وبتفكيره خارج الصندوق.

 

-  لقد صدّق الطلبة أن المشروع حقيقي وتفاعلوا معه بجدية وهذا للدور التمثيلي الذي قمنا به رفقة مسؤول الصيانة والأخوة الذين كان لهم دور فعال في تنشيط ومتابعة هذه التجربة.

 

-   عندما كان فوج من الطالبات ينجز مشروعه جاءت حافلة المؤسسة فوقفت فوق مشروعهن دون أن يدري صاحبها فغضبن لذلك وانفعلن كثيرا حتى اتصلت بالسائق وشرحت له الفكرة وضحك معي فقال لي بالحرف الواحد: سأنزع الحافلة من المشروع بشرط أن تقول لهن أن يحجزن لي قطعة أرض هناك ويخططنها معهن لأبني فيها مسكني.

 

-   عندما كان أحد الأفواج يقيس أضلاع مشروعه، خرج له رأس مثلث يقع بعد جدار منزل، فصادف ذلك وجودنا أنا مسؤول الصيانة هناك، فقال لهم بأسلوب جاد مواصلا لدوره التمثيلي إلى النهاية: واصلوا عملكم حتى لو خرجت نقطة رسمكم داخل المسجد بإذن الله سوف أغرس فيها شجرة. فكاد الضحك يغلبني وأكشف لعبته.

 

-  بعد انتهائنا من التجربة، وارجاعنا العتاد إلى مكانه وشكرنا لكل من ساعدنا على إنجازها، توجهنا إلى القسم أين قيمت التجربة مع طلبتي، وبدون مبالغة أعجبوا بها كثيرا وتمنوا تكرارها مع كفاءات أخرى، حتى قال لي أحد الطلبة: "بإذن الله سوف أصبح مهندسا معماريا عندما أكبر فقد حببت إلي هذا بهذه التجربة الرائعة"، وعلق آخر:" أحسست وتفاعلت مع المشروع كأنه حقيقي وملكي".

 

كلمة  أخيرة

هذا ما اجتهدت لتطبيقه مع طلبتي خارج القسم: فالمعلم داخل وخارج القسم معا.

 

أتمنى أعزائي الأساتذة أن تستفيدوا من هذه التجربة وتقدموا لنا ملاحظاتكم واقتراحاتكم لتحسينها لاحقا، ونحن في الخدمة لمن أراد المساعدة في إجراء أو التخطيط لمثل هذه التجارب وفي أية مادة بإذن الله (حسب تجربتنا المتواضعة وما علمنا الله).

 

إلى لقاء آخر مع تجارب ومفاجآت أخرى رائعة، فانتظروها بحول الله.

1 تعليقات:

  1. حجوط الياس

    تجربة رائعة اضائك الله وجعلك فخرا لمؤسستنا

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *