{

مازال الخير في أمتي..

مازال الخير في أمتي..

  • مشاركة المقال :

مازال الخير في أمتي..

في يوم من الأيامبينما كنت أتبادل أطراف الحديث مع زميلي (صاحب مكتبة)....

 

تطرّقنا إلى إشكالية القراءة والمطالعة في الجزائر...

 

كنت أقدّم له إحصائيات مختلفة مما اطّلعت عليه في بعض المراجع والكتب أو ما شاهدته في فيديوهات وإحصائيات رسمية مختلفة...

 

وهو يقدّم لي عرضا ملموسا عمّا يدخل خزينته من دراهم معدودة نادرة من عملية بيع الكتب...

 

ويقدّم إحصائيات لِـمَا كان يبيع أيّام زمان من كتب ونوعية زبائنه الأوفياء الذين يمرّون عليه يوميا ليطّلعوا على جديده كما يطلّع الآن أبناؤنا على آخر موضات الهواتف النّقالة والرّنّات أو بناتنا على آخر صيحات الألبسة والعطور...

 

إذ وصل به التّذمّر إلى التّشبّث بقراره الّذي لا رجعة فيه بتحويل نشاط متجره إلى ما يغذّي البطن بدلا من الفكر...

 

لكن للأمانة قال لي إنّه لاحظ هذه الأيّام إقبال بعض الأولياء والطّلبة على شراء بعض الكتب ولم يفهم سببا لذلك رغم أن فترة الجوائز والتّحفيزات الخاصّة بالفصل الأول قد انقضت والثاني مازالت بعيدة...

 

وفي أوجّ نقاشنا ، إذ بامرأة محجّبة بحائك تقليديّ تنادي صاحب المكتبة إلى الخارج، وأنا بجنبه (لقربي من باب المتجر...)

 

بعد التّحية والسّلام، بدأت المرأة في عبارات التّوسّل والرّجاء منه، وبأدعية مختلفة بحفظ صاحب المكتبة بالرّزق الوفير والأجر الدّنيوي قبل الأخروي (لو أجيبت دعوتها في تلك اللّحظة لأصبح صاحبنامن أغنياء البلدة...)

 

بعد الدّعوات والإلحاحات شرحت له :" أنها أتت لتأخذ بعض الكتب لابنه ليُشارك في مسابقة للمطالعة تنظّم هذه الأيام في جميع أنحاء البلد، إذ عليها أن تشتري خمسين كتابا لابنها ليلخّصها ( حسب طلب معلّمه)، وهي أرملة لا تستطيع شراء هذا الكمّ الهائل من الكتب فميزانيتها لم تُبرمج لذلك..".

 

فاقترحت عليه أن يُعيرها خمسين كتابا بثمن محدّد ليلخّصها ابنها ثم تعيدها له عندما تنتهي العملية.

 

بلغة المتأثّر من كلامها اقترح عليها أن ترسل ابنها مساءً ليأخذ الكتب الّتي يريدها من الكتب القديمة التي يبيعها بأقلّ الأثمان (لأنه لا يستطيع أن يعير لها كتبا جديدة ثم يبيعها للآخرين)، يأخذها مجّانا ليلخّصها ثم يُرجعها...

 

لم تتمالك المرأة ولم تصدق ما سمعت أذناها...فأرسلت وابلا من الدّعوات أقوى من سابقاتها في المعنى وأقل صوتا لاختلاط صوتها بدمعها...

 

تأثّرت أيّما تأثّر بهذا المشهد إذ لم أشعر بنفسي إلا وأنا أشرح لزميلي هذه المسابقة المنظّمة من أمير دبي لطلبة العالم العربي...

 

هنا طرحت على نفسي التّساؤلات الآتية:

 

هل لنا أن ننتظر حُكّامًا آخرين لينظّموا لنا مسابقات وجوائز معتبرة كي نطالع ونقرأ؟؟

 

هل  هناك أولياء يوفّرون لأبنائهم مكاتب منزلية ويشجعونهم على المطالعة؟؟

 

هل نخصّص من ميزانيات أسرنا مقدارا ماديّا لنطالع نحن وجميع أفراد عائلاتنا؟؟

 

هل كلّ نسائنا بنفس هذه الحرارة  من حُبّ العلم؟؟ وهل كلّ تجارنا يتفهّمون أوضاع المجتمع ويدعّمونه بما استطاعوا؟؟

 

هل حقّا أصبح الكتاب الالكتروني مهيمنا على الورقي؟؟

 

هل نستطيع أن نقرأ هذه الخاطرة  إلى نهايتها ونعلّق عليها؟

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *