لندع جميعا
إلى كل من يسعى لتربية إنسان .. إلى كل المعلمين والآباء، تحية إجلال وتقدير.
ما أصعب هذا الذي تسعون له ليل نهار. ما أصعب تربية "إنسان"، لو كان أسدا جموحا لألانته ألسنة السياط، ولو كان أقل منه أو أكثر طغيانا. ما أعجزتنا حيلة للسيطرة عليه.
فَلْتُلِمَ بعد هذا بما تشاء من علوم ومعارف ولتحوي ما جمعه أهل الاختصاص في كتبهم. ولتبدل كل وقتك وجهدك.
قد أقول أنك بدلت وأديت الذي عليك كإنسان يعتمد على الإنسان. ولكن لا أقول نجحت أو حققت الكثير. فالكشكول الذي تحدثنا عنه يجعل كل إنسان حالة فريدة تحتاج إلى طريقة خاصة في التعامل. ولا تحتمل النسخ مرة أخرى.
ولو كفى جهد إنساني إنسانا، لكفى الأنبياء والرسل والصالحين. فلنستمع إلى إبراهيم عليه السلام يلح في الطلب والدعوة ليصلح الله ذريته. ولنعد مناجاة امرأة عمران لربها إلى أذهاننا.
رغم ما وصلوا إليه من كمال الإنسانية إلا أن جهدهم منفردا لم يكن ليحقق لهم ما صبوا إليه.
إنها الذات العلوية التي يجب أن تتلطف وتتدخل في أمر هذا الكشكول. بعد ما استنفذ الإنسان طاقته الإنسانية، وأكمل دوره- وأؤكد على الجملتين الأخيرتين - عليه أن يلتجئ إلى الله طالبا وملحا عليه أن يوفقه ويختم عمله بالقبول.
إنه علينا نحن المربين أن لا نغتر بجهدنا الإنساني. فما سنبذله سيحوي ابتداءً ضعفنا وفشلنا. وعلينا أن نخلل ذلك السعي بالدعاء والطلب من الله الهداية والتوفيق.
أيها الأب أيتها الأم، بعد الجهد، لا تنسيا الدعاء لابنكما عند دخوله أو خروجه من البيت. ادعيا له بالنجاح والتوفيق.
أيها المعلم، بعد الجهد، لا تنس الدعاء لتلاميذك عند دخولهم القسم أو خروجهم منه. ادع لهم بالنجاح والتوفيق.
لندع جميعا بعد الجهد " اللهم أصلح أبناءنا بما أصلحت عليه أمر هذا الكون. واجعلهم اللهم بلطفك ورحمتك التي وسعت كل شيء سببا لتمكين دينك في أرضك ".
0 تعليقات:
أضف تعليق