{

سمفونية التناغم

سمفونية التناغم

  • مشاركة المقال :

سمفونية التناغم

إن الإنسان لا يعرف مكانه إلا بعد أن يحدد إحداثياته مقارنة لمعلم ما، ومنه يستطيع أن  يحدد إن كان في المكان الصحيح أم لا،

 

 

إن هذا المعلومة الرياضية تنطبق على حياتنا تماما فلا نعرف مكاننا تجاه أي شيء آخر إلا إذا قارنا أفعالنا وأقوالنا بالنسبة إليه، مثل الهدف المشترك والمهمة والوظيفة ....إلخ، 

 

ومما يمكن قياس وضعنا بالنسبة إليه هو  تناغم فريق العمل والتوافق فيما بينه.

 

 

 أهو متناغم في عمله، يتحرك وفق سمفونية عذبة شجية، يطرب لها السامع ويعجب بها المتأمل لحركات الفرقة المنسجمة،

 

 

وإن فريقا لا يسبق أحد منهم غيره إلا ليكون دليلا لمن وراءه، ولا يشد أحد الحبل إلا ليرخيه الآخر، يحدوهم في ذلك إتمام المهمة بنجاح باهر ، لهو الفريق الذي نبحث عنه ونطيل التفكير والتخطيط لبنائه.

 

 

 وإن هذا الذي رأيته اليوم في مدرستنا، حين اضطرب الوضع الأمني(1) في محيط المدرسة،

 

 فانبرى لهذا الوضع طاقم المؤسسة، كل من مكانه فهذا الإداري الذي لم يضع من يده سماعة الهاتف في اتصالات كثيفة،



وذلك المعلم الذي لم يرض مغادرة المدرسة إلا بعد أن ضمن أن طلابه سيصلون سالمين إلى أهليهم، متخذا في سبيل ذلك كل الأسباب الممكنة حتى ولو كانت فوق واجباته المهنية، ولكنه آثر العمل على التكاسل، آثر أن يكون حجرا صغيرا في سد كبير على أن يكون صنما أجوفا.

 

 

 وهذا الولي الذي ينسق الأمر مع إخوانه من سفره البعيد ولم يمنعه ذلك ، الحرص على سلامة أبناء المدرسة.

 

 

أليس ذلك تناغما، يطلبه ويطمئن له الجميع؟

 

 

..................................................................

(1) : احتجاجات سكانيّة أدّت إلى قطع كل الطرق المؤدية إلى المدرسة، مما منع حافلات نقل التلاميذ من الوصول إلى المدرسة.   

4 تعليقات:

  1. طه صالح مطياز

    نعم أخي محمد فلقد لاحظنا من أبنائنا التلاميذ الانسجام والتناغم في صفوفهم التي كانت منظمة والحمد لله إلى أبعد الحدود، فلقد كانت في يوم من الأيام طلابات من التلاميذ أن ينزلوا أو يصعدوا هذا الجبل مرة من المرات فشاء الله ذلك اليوم فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فكل أستاذ كان من السّبقين ليتقدم بقسم ليوصله إلى بر الأمان فهذا من مَنِّ الله وكرمه. فاللهم ألهمنا أن نشكرك على كل صغيرة وكبيرة.

    عزيزة فريد محمد مرابط

    تدرون لما رايت الصورة الأولى الموضوعة للمقال بدت لي وكأنها تجسد مقولة: قادمون بإذن الله قادمون...

    الحاج موسى إبراهيم

    حقا أخي محمد هذا ماشعرت به و أحسنت التعبير عنه، فكل قام بدوره على أكمل وجه فانعكست صورة الفريق العامل في نشاط ودقة النمل على التلاميذ فنزلوا بانتظام النمل من الجبل الذي ترددنا قبل أن نأخذ قرار نزول أبنائنا منه خوفا عليهم، بمثل هذه المواقف يعرف الرجال و يقيم الجميع، تلاميذ أولياء، نقل، طاقم .

    ياسين

    بسم الله والحمد لله بداية أشكر أخي محمد لكتابة المقال الذي وصف وأبدع فبارك الله فيك فعلا يا أساتذتي قد صدق فيكم قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فدوموا على العهد أحبتي بهذا سنحيي يقظة في أمتنا أن الانسان عليه بالأحسان وما جزاء الاحسان إلا الإحسان فجزاكم الله خيرا

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *