رحلة الامتياز الوظيفي الدولية لأساتذة تاونزة العلمية :اليوم الأول
بعد رحلة دامت ثلاث ساعات حطّت بنا الطّائرة في مطار أتاتورك بـ: اسطنبول – ولله الحمد والمنّة - على السّاعة: الثّانيّة عشر و أربعين دقيقة،
وبعد وصولنا لمكان إقامتنا وأخذ قسط من الرّاحة،
انطلقنا على بركة الله في أوّل جولة سياحيّة افتتحناها بفطور تركيّ خالص على شرفنا في أحد مقاهي اسطنبول،
ثمّ حطّت بعدها أقدامنا أرضا كانت ساحة معركة دارت بين محمّد الفاتح والبيزنطيين لتحريرها وضمّها للدّولة العثمانيّة فكان المكان رائعا بقلاعه الباقيّة إلى يومنا هذا وآثار القذائف التي أصابتها،
وما زاد المكان روعة متحف - بانوراما 1453 – الذي جسّد هذه المعركة في منظر بديع يندهش لرؤيته الكبير قبل الصّغير، ويجعلك تحسّ وكأنّك تعيش المعركة حقيقة،
حقّا إنّه متحف مُبهرٌ و ممتع يحاكي أحداث تلك الواقعة بتفاصيلها وجزئياتها المختلفة، ولسحر هذا المكان لم نشعر بمرور الوقت حتّى وجدنا أنفسنا واقفين لأداء صلاة الجمعة في أحد المساجد المجاورة،
ثمّ انطلقنا بعدها إلى أشهر الأماكن في إسطنبول إلى المكان الذي يجمع جنسيات العالم المختلفة، إنّه مسجد السّلطان أحمد الذي يعدّ تحفة معماريّة تدلّ على الطّابع التّركيّ المتميّز عن غيره، بزخرفاته المتنوّعة و تقنيات وصول الصّوت إلى جميع أنحائه، وهذا ما جعل عددا كبيرا من السوّاح ينجذب إليه رغم كون أكثرهم غير مسلمين، فإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على براعة وقوّة الحضارة العثمانيّة الإسلاميّة،
وغير بعيد من هذا المسجد يقبع معبد آيا صوفيا المشابه في تصميمه لتصميم المسجد، والذي يدلّ على تفتّح الحضارة التّركيّة على جميع الدّيانات دون قمع للحريّات،
ولم يختلف الأمر كثيرا داخل هذا المعبد عن مسجد السّلطان أحمد فكان بزخرفات مشابهة و المتجوّل فيه يشعر بأنّه يعيش في زمن غابر قد مضى عليه آلاف السّنين،
هذه كانت آخر محطّة لنا في هذا اليوم الممطر قبل أن نعود إلى إقامتنا على أمل الالتقاء في اليوم الموالي وكلّنا شوق لمعرفة المزيد عن دولة القسطنطينيّة.
اسطنبول، يوم: 28 مارس 2015م
جميل ماشاء الله موفقون بحول الله