تجربة الهجرة النبوية مع براعم تحضيرية تاونزة العلمية
في يوم الخميس 27 نوفمبر 2014م في الصباح بعد الطابور اليومي مع البراعم جمعنا الفوجين ب + ج في الساحة العلوية وقد أحضروا معهم جريد النخل وجلسوا لأقص عليهم قصة بعثة محمد صل الله عليه وسلم وأعرفه عليهم وبالطبع أحببه أكثر إلى قلوبهم باختصار وبأسلوب يستوعبونه
ولما وصلت الى موضوع هجرته قلت لهم هيا لنهاجر كما فعل رسولنا صل الله عليه وسلم: لنتخيل مدرستنا هذه هي مكة التي ولد فيها وعاش فيها 40 سنة وسنتجه الى المدينة المنورة يثرب التي آوته من اضطهاد قومه لكنها تقع في اتجاه غير اتجاه جبل ثور الذي سنقصده وذلك كما فعل الرسول صل الله عليه وسلم لتمويه المشركين الذين يلاحقونه بغية اذيته
خرجت مع براعمي برفقة أستاذة الفوج ب: ياسمينة الشيهاني والمساعدة مريم إبن زكري نمشي مثنى مثنى في صف وأحيانا نسرع ونتسابق والبراعم مستمتعون وكان إن تذمر احدهم من طول الطريق او سقوطه وخدشه او جرحه او تعبه او.... اربط ذلك بما كان يحدث لنبي الرحمة وتضحياته في سبيل النجاة بهذا الدين ليصل الينا اليوم
بدأنا صعود الجبل بما فيه من صعوبات ومخاطر فواجه البراعم كل ذلك بتحدي ومغامرة واحيانا خوف لا يفتأ يغادرهم بتشجيع المربيات وتعلموا مهارات رائعة أن من يركز على هدفه (الغار بالنسبة لتجربتنا) يبلغه بالمثابرة والعزيمة وعدم الاستسلام للفش والايمان بالقدرات وبالتأكيد بالتوكل على الله وكان ذلك فوصل جميعنا سالمين فرحين الى حيث ينتظرنا غار به أحلى شبكة وعنكبوت وعش تتربع فيه حمامة كملكة تحرس عرشها وبيضتها وغار الحبيب صل الله عليه وسلم.. وكان ذلك من اعداد أستاذ الابداع ياسين احماني مع تلاميذ قسم الثانية ب والمشرف حمو الزعبي فوجدناهم بانتظارنا.
جلس الجميع حول الغار لالتقاط انفاسهم والاستمتاع بالجو والاطلالة الساحرة وجئت أكمل لهم القصة وما حدث لنبينا في الغار من مواقف ومعجزات إلا ان صوتي لم يسعفني وطلب مني احد البراعم ببراءته استعمال مكبر الصوت.. فأوكلت المهمة للمشرف والذي بدوره أسداها للأستاذ مصطفى مصباح الذي جاء إلينا كهبة من السماء وفي الوقت المناسب تماما وبعد القصة دعونا الله بأن يجمعنا في الفردوس كما جمعنا في هذا الجبل.. وكبرنا وهللنا وصلينا على نبي الرحمة محمد صل الله عليه وسلم...
وأنشدنا طلع البدر علينا في طريق العودة حاملين جريد النخل متجهين إلى المدينة المنورة. بعد وصولنا الى المدرسة اتجه البراعم الى اقسامهم ليتناولو اللمجة ويستريحوا قليلا ثم خرجنا مرة أخرى إلى الساحة الترابية
وهناك حيث كان فيه بعض الالواح والطوب بنينا مسجد قباء وزيناه بجريد النخل وأذن فيه البراعم وكلي رجاء في أن يرزقنا الله صلاة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة رفقة ملائكتي وبراعمي الرائعين
شكر خاص لكل من ساهم في إنجاح التجربة وأخص بالذكر:
الإدارة المتميزة التي سهلت لنا كل صعب من أجل تسخير تلك المواقف ليعايشها البراعم
المشرف الرائع: الذي كان دوما ما يدعم افكاري ومقترحاتي ويرشدني للسبيل الى انجاحها
الأستاذ ياسين احماني المبدع وقسم الثانية ب على انجاز ديكور الغار
الأستاذة ياسمينة والمساعدة مريم على طول البال مع مشاكسات الأطفال في الرحلة
الأستاذ المفوه مصطفى مصباح على حضوره لتثمين ما بدأناه وتتمة القصة للبراعم
وكذا عمال الصيانة بشير وصالح والعون الإدراي عبد الرحيم ولحسن
كواليس التجربة:
الحمامة: طلبت من المدير التنفيذي إبراهيم الحاج موسى حمامة وعشا.. وبعد ان خرج في نهاية الدوام وجد في الشارع حمامة مكسور جناحها فحملها معه الى منزله ليداويها ويعتني بها فباضت له بيضة واحضرهما معه في الصباح وكان كسر جناحها ما منعها من الطيران فأدت دورها في العش بتميز..
الجمل: وأيضا طلبت منه جملا صغيرا من مكان حددته له أعرف إمكانية إعارتهم للجمل لنا فلما قصدوهم في المساء ليطلبوه منهم وجدوهم يذبحونه.... ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الغار وشبكة العنكبوت: كانت للأستاذ ياسين احماني حصتين في بداية الدوام مع الثانية ابتدائي الأولى رياضة والثانية ابداع فنسقت معه على أن يصطحب تلاميذه الى الجبل ويمارسوا الرياضة ذهابا وصعودا وإيابا واما الابداع هو ما يبتكرونه من غار وشبكة وتهيئة الجو هناك في الجبل وكان ذلك وكأروع ما يكون ووجدوا غارا ملائما أعدوا فيه ما طلب.
الحمد لله على توفيق الله، في الحقيقة تأثرت كثيرا بسبب هذه الرحلة إذ أن الله قد يسر للبراعم جميع أسباب نجاح الرحلة و الدرس وهذا لسببين : الأول هو أن الدرس يتعلق بحبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم ، والثاني هو ان الملائكة الصغار هم من سيستفيد من الدرس و الثالث هو النية الصادقة للمربيات و للمنظمين بحيث اهتموا بإنجاح الرحلة فجاءت التسهيلات الإلاهية الواحدة تلوى الأخرى بما يشبه الكرامات كما لمحت إليه الأستاذة سميرة . وهذا الامر يزيدنا قناعة ويقينا بأن اعمالنا الخالصة كلها مباركة من لدن قوي عليم كريم غني ..فأبشروا جنود تاونزة وواصلوا جهودكم بارككم الله
وأنا يدوري أعجبت كثيرا بالفكرة وكيف وفقتم أولا الى ايجاد ذلك الفار المناسب جدا ومازاده جمالا ذلك الابداع الذي لايخفى وليس بالجديد على المبدع أستاذ الابداع لقد اعجبت كثيرا بالديكور ما شاء الله على الجميع
ابداع رائع ومتميز حقا أبدعتم يا أستاذات .حقا من خلال تقريركم عشت تلك المواقف موفقين فى ابداعات أخرى
ماشاء الله فإرادة التلاميذ وبراعة المعلمة ومساندة الإخوة في العمل يجتمعون ليحققوا تجربة رائعة تخدم كفاءات مختلفة على خلاف كفاءة الدرس وبهذا نكون متميزين في العمل ليس منجزين فقط للمطلوب ولكن بطرق خيالية وجميلة جدا ننشئ جيلا متمكنا في مثل هذه القيم وبأخلاق راقية تذهب بهم بعيدا في ميدان التربية والتعليم