اليوم الثاني من المنتدى التربوي للقيادات التعليمية و التربوية

بسم الله وعلى بركة الله انطلق اليوم الثاني من المنتدى التربوي للقيادات التربوية، مستفتحا جلساته بمداخلة في منتهى الروعة قدمها الدكتور نوزارد صواش وهو المشرف العام على مجلة حراء التركية الناطقة باللغة العربية وكانت موسومة بـ" التربية ...رسالة مجتمع "، وقد خدم هذا العنوان من خلال حملنا في جولة رائعة في عالم الأفكار والمثل المجسدة بشكل واضح مدارس الخدمة بتركيا وفروعها في مختلف بقاع العالم وهي مدارس نشأت في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات وهي الآن تقارب الألفي مدرسة و عشرين جامعة متشابهة في هياكلها، إذ تخضع جميعها لنفس المقاييس المحددة، وهي روعة في هياكلها قوية في مضامينها حسب ماعرضه علينا الدكتور صواش من صور و نتائج و ميداليات بكل المعادن حققتها في مشوارها، وهذه المدارس تحفظ الفضل للأستاذ فتح الله كولن مؤسس النواة الأولى لمشاريع الخدمة، إذ أن انطلاقتها جاءت بعد أن أطلق الأستاذ حملة إصلاح الإنسان خاصة في الداخل التركي الذي مُسخَت أصالته في تلك الأيام،فقد روى لنا المحاضر كيف أن الناس انزعجوا من وضعهم الذي يزداد ترديا و من شبابهم الذين صار يحذون حذو الأوروبيين، فالتجؤوا إلى الأستاذ وسألوه عن سر هذا التقهقر بعدما كانوا أمة حضارية فأجابهم: "لأننا أرسلنا أولادنا لغيرنا كي يربوهم، يجب علينا أن نتولى نحن تربيتهم بأيدينا"، وطلب من المؤمنين بالفكرة أن يثبتوا صدق إيمانهم بثلاث شروط: أعطوا ( بذل الأموال لبناء مدارس ) تعالوا ( تلبية الدعوة للخدمة ) تحدثوا ( التجول في الأناضول بغرض الاقناع بالفكرة ) . وروى لنا حوادث مؤثرة لرجال من طينة الصحابة في الانفاق والتلبية .و ذكر أن لنجاح مدارس الخدمة أسبابأ وليس أسرارا، فكل من سلك منحاها مع كثير من التضحية ونكران الذات سيحصل على نفس النتيجة التي حصلوا عليها فكانت هذه بشرى لنا بإذن الله .

وقد أكد الدّكتور على ضرورة إنشاء بيوت الطلبة إذ أنها هي السبيل لحفظ المنتوج الطيب من القيم لدى الطلبة و الحماية من هدم ما يبنى عندهم، فالمدرسة ينبغي أن تملأ حياة الطالب في جده ولعبه حتى في نهاية الأسبوع إذ هم مؤطرون من جمعيات ومراكز اجتماعية، وذكر جهود المدارس في تأهيل الأساتذة عن طريق نظام الزّمر... هذا ما يمكنني تلخيصه من محاضرة الدكتور ولنا لقاء لقول المزيد بحول الله .

المداخلة الثانية : هو عرض لمشروع القيم النبوية  من تقديم الأستاذ حسين بن يحي الفيلالي و هو الرئيس التنفيذي لمشروع مجتمع القيم التربوية للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، وتقوم فكرته على أساس تعاون كامل المجتمع التربوي لتعزيز قائمة مختارة من القيم النبوية في فكر ووجدان وسلوك الأبناء خلال فترة محددة 

ومن أهم تلك القيم نذكر :

- كسب مرضاة الله عز وجل

– الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

– حب الوطن و المشاركة في استقراره و بنائه

– العمل للسعادة في الدارين

– زيادة وقد ابهر الحضور بالمشروع القابل للتنفيذ و المسند بوثائق و دلائل و أقراص في طباعة راقية وإخراج جميل بحيث يمكن تطبيقها في أي مكان وعلى أي مستوى إذ أنها تشمل حقيبة للابتدائي وأخرى للمتوسط وثالثة للثانوي، وقد اعتُمِد البرنامج من طرف وزارة التربية والتعليم  في المملكة، وعرض علينا مقاطع مؤثرة تجسدت فيها فكرة  المشروع و هدفه،هذا وقد تحصلنا والحمد لله على حقيبة كاملة و بتسهيل من الأستاذ الفاضل وبإمكانية الاستفادة من المشروع بتصرف كامل بعد تدارس الأمر معه لاحقا وباستعداده التام للحضور إلى الجزائر وتوضيح آليات العمل به وتدريب المعلمين عليه .

المداخلة الثالثة : كان عنوانها: "الشراكات التربوية المجتمعية"  من تقديم الدكتور يسلم بن محمد الشيبة وهو مدير تطوير المشروعات في "مؤسسة رؤية للحياة" وهو مستشار تنمية بشرية و تطوير، فكان حديثه يمتاز بجودة الإلقاء وحسن البيان، وأبرز من خلاله أهمية الشراكات التربوية المجتمعية في القيام بالمشاريع التربوية و أهم عناصر تلك الشراكة :

1-  صاحب المشروع لأنه هو صاحب المبادرة و عليه إقناع الشركاء الآخرين به

2- الجهات الحكومية الرسمية: لأن بيدها منح التسهيلات أو عرقلة المشروع لا قدر الله فهي شريك حتمي

3- المانحون : وهم أرباب الأموال من رجال أعمال و أصحاب الشركات فلهم دور لا يجب أن يغفل لأن في عمومهم رغبة في خدمة المجتمع و خاصة التعليم فقط يجب علينا استقطابهم  و الحديث معهم بلغة الأرقام

4- الخبراء والمستشارون المعروفون : فبالاستناد إلى آرائهم و وقوفهم إلى جانب المشروع ودعمهم المعنوي له يقويه و يوفر له مانحين .

5- الرموز المجتمعية: وهم الأفراد ذوو مكانة في المجتمع هم أيضا يمثلون دعما نفسيا .

6- أولياء الأمور: هم شركاء بنسبة كبيرة وهم سيتحملون مسؤولية نجاح المشروع أو فشله .

وبعدها أعطى الأستاذ مشكورا بعض الحلول عن كيفية ترقية تلك الشراكات وانتهت المداخلة بمناقشات تبادل خلالها الحاضرون الأفكار و التجارب .

وكانت الفقرة الأخيرة من اليوم الثاني ورشات عمل قسم عليها الحاضرون حسب رغباتهم السابقة، وقد اخترت ورشة "بدائل تربوية تواكب العالمية" إذ أن المطلوب من أعضاء الورشة تقديم بدائل تربوية تواكب الانفتاح العالمي الهائل في وسائل الاتصال و التقنية و الإعلام الجديد وكون العالم قرية واحدة، وقد عرضت على الفريق فكرة إيجاد موقع تفاعلي لكل مدرسة شارحا لهم تجربة موقع المدرسة ولا زالت المناقشة مستمرة لتستأنف مرة أخرى يوم غد كي نخرج بمنتوج يعرض على باقي الورشات  .

وانتهى اليوم الثاني من المنتدى على أمل اللقاء في اليوم التالي بحول الله و سنفيدكم أيضا بملخصات عنه نرجو من الله التوفيق والسداد لنتعلم ما ينفعنا والانتفاع بما علمنا  آمين  .