{

أنا ربكم الأعلم… فرعون التربية والتعليم!!

  • الرئيسة
  • أنا ربكم الأعلم… فرعون التربية والتعليم!!
أنا ربكم الأعلم… فرعون التربية والتعليم!!

  • مشاركة المقال :

أنا ربكم الأعلم… فرعون التربية والتعليم!!

 

لم يخطئ الرئيس البوسني المفكر علي عزت بيجوفيتش حينما قال: هكذا تصنعون طواغيتكم… وقصة هذه المقولة لا تخفى عليكم، لكن الشاهد من هذا في موضوعنا هو سلوك تربوي نتعمّده مع أبنائنا في صِغرهم ونرجو بعد ذلك لهم رشدا حينما يكبرون.

 

إنه باختصار: تقديس الأشخاص وتعظيمهم في نفوس النشء.. وزرع رقابة الناس عندهم بدل رقابة الخالق، وبالتالي السعي لرضاهم وتجنّب سخطهم على حساب تنمية الرقابة الإلهية في ضمائرهم.

 

أقف هنا عن الوصف، فمتابع كلامي قد ملَّ وبدأ يستنكر.. ويقول: ما شهِدت لبيبا يفعل ذلك!! وأنا أجيبك: الأصح أن نقول: ما رأينا من يتعمّد ذلك، لكن… هناك من يقدم على بعض السلوكات -والتي تنمّي في أبنائه هذه القناعة السلبية- لكن بحسن نية، وقد يقوم المعلمون أنفسهم بنفس هذا الخطأ.

 

مثلا حدث معي هذا شخصيا: أن يقدم الوالدين على مخاطبة أطفالهم بعبارات مثل، الترغيب: “المعلمة ستحب ذلك” أو “سيعجب هذا -الذوق- المعلمة كثيرا” والتهديد: “إن لم تقم بما طلبته منك سأخبر المعلمة” أو “المعلمة ستغضب منك”.

 

والتي هي في الحقيقة فقر من الوالدين في مهاراتهم التربوية، فيلجؤون إلى أسهل الحلول –وهي استعمال نماذج تلك العبارات- بما أن البراعم يحترمون معلمتهم ويحبونها كثيرا، ويخشون أن تتبدل صورتهم اللطيفة في عينيها إن وصلها عنهم خبر سيء من والديهم!! وفي النقيض يسعون لجلب اهتمامها -كونها تهتم بما يقدمون- وعملا على رفع نسبته لأنه شعور ممتع ومطلوب عندهم، مع أنه من مساوئ هذا التصرف قتل الإبداع والابتكار فيهم باحتكاره في ما يروق لمعلمتهم.

 

من هنا فغالبا ما اعترف لي الأولياء بذلك.. فأتحسّر من فعلهم وأوجههم إلى كسب حب وثقة أبنائهم وبالتالي سهولة التعامل معهم، بالإضافة إلى خطورة ما يقومون به، فالأجدر بهم العمل على غرس الرقابة الذاتية لتصرفاتهم وقياسها برضا الله منذ نعومة أظافرهم.

 

وقد حدث وأن ضجر برعم من موقف والديه فنطق محتجا: سئمت لفظة “معلمة” أتركوها في المدرسة… حسب ما أخبرني به والداه مؤخرا، حقيقة فرحت لأنه نطق بالحق والفطرة النقية التي فيه، وتألمت لكوننا نخطئ في حقهم صغارا ونشتكي سلوكهم وهم كبارا!

 

فبداية نركز على “المعلم” في مستوى التحضيري والابتدائي، ثم نوسّعها “للمجتمع والعار” في فترة المراهقة كشباب ثم نتساءل بعدها لماذا حينما نعظهم لا يخافون الله ولا يستحضرون رقابته في سرهم ويخفون انحرافهم عن أعين الناس متناسين أنه ثمت عالم السر والغيب أولى أن يخشوه!!

 

أصل في ختام خاطرتي هذه إلى بعض الأساليب التي استحسنتها من خلال التجربة، لزرع حب ورقابة الله في نفوس الصغار:

 

1- تحبيب الله إليهم من خلال تبصيرهم بنعمه علينا باعتماد التجربة والحس ليصلوا إلى ذلك عن قناعة.

 

2- تعريفهم بأوامر الله ونواهيه ومساعدتهم على تجسيدها باعتماد منهجية يسيرة عليهم وتحفيزهم على أدائهم فيها.

 

3- تحميلهم مسؤولية الخطأ، فنحاورهم عندما يسيئون التصرف ونخاطب عقولهم مستفزين إياهم بأسئلتنا على أن يجيبوا في الأخير “رضا الله”

 

4- إكسابهم مهارة تصحيح سلوك أقرانهم، وتذكيرهم بما عليهم فعله حال الخطأ، كبديل لعادة: “سأخبر المعلمة” مُقنعين إياهم أن جل ما سيفعلون مع المخطئ هو تذكيره وتوجيهه، وله في النهاية أن يختار التنفيذ من عدمه -ونحمد الله حينها على صفاء فطرتهم-.

3 تعليقات:

  1. seba nour

    صدقت أستاذة في بعض الأحيان لا يتفطن الأستاذ إلى أخطائه في مجال التربية حيث بعتبر قدوة للتلاميذ أو البراعم الذين يربيهم فبتحسر من النتائج التي يشاهدها بعد سنين و يتساءل هل هذا الخلق الذي ربيتكم عليه ؟ فاللهم بصرنا والهمنا رشدنا لنؤدي حق هذه الأمانة الثقيلة علينا في أحسن الأحوال

    سميره

    بوركتي

    نجار يونس

    شكرا لكم مافعلتموه معي في معرفت للعلم وخاصة معي

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *