قلب أم
في يوم الخميس وكالمعتاد كان لي درس تطبيقي مع البراعم لتعليمهم كيفية غسل أسنانهم وحثّهم على هذا السّلوك كي يحافظوا عليها ويحموها من التسوّس..
والذي لم يكن في الحسبان خاصّة وأنّي أعلّمهم ذلك بالدّور فريق بعد آخر (عدد أفراده ثلاث براعم)
ألا وهو تبلّل ملابس البرعم " عمر الفاروق " بالماء أثناء التّطبيق والمشكل هو عدم انتباهي له فأرسلته كغيره إلى منزله والجو وقتها كان باردا ما أدّى إلى إصابته بنزلة برد...
بعدما قَدِمَ البرعم في اليوم الموالي أحضر لي معه هديّة من والدته الحنون مع رسالة جاء فيها: أنّ وَلَدَهَا جاءها مُبْتَلاًّ ما أدّى إلى مرضه وهذا الذي لجأ بها إلى إرسال سِتِّ مآزر من النَايْلُون (البلاستيك) لتُسْتَعْمَلَ أثناء حصّة التّطبيق حتى لا تبتلّ ملابس البراعم راجيّة أن نقبل منها هديّتها وتُعَقِّبُ قائلة: " أنا لا أَلُومُكِ على هذا لأنّي أُقَدِّرُ صعوبة الموقف مع كثرة البراعم من حولك ".
ما تمَّ اتّخاذه كإجراء بعد هذه الحادثة هو ترسيم لبس المئزر في حصص التطبيق إذ وجدناه حلاّ فعّالا، وسُرَّ به البراعم كثيرا.. وبالطّبع قدّمت المؤسسة عربون تقدير لهذه الأمّ المخلصة تشجيعا لمثل هذه المبادرات.
في الأخير: تحيّة إكبار أبعثها لك أيّتها الأمّ الرّائعة صاحبة التّفكير البنّاء بدل التقدّم بشكوى لن تُجْدِيَ في الموضوع شيئًا،
فنِعْمَ ما لَجَأْتِ إليه من حلّ بحكمة و إبداع ولباقة... وأَهْمِسُ في أذن كلِّ أمّ واعيّة ووليِّ أمرٍ حاذقٍ بالاقتداء
فأقول: هكذا كونوا أو لا تكونوا...
تحية اجلال و إكبار لأم البرعم التي صنعت الفارق و فكرت بطريقة ايجابية ستظهر آثارها لا محال على ابنها آجلا غير عاجل،كما أعتقد جازما أن امثالها كثيرات فالخير كل الخير في امتنا فقط تحتاج الى من ينفض عنه الغبار و يجلي عنه الأدران بردة فعل المربية فالشكر موصول للاستاذة على تفاعلها....""هي تاونزة مشتلة العباقرة و المتميزين"".
بارك الله فيك أيتها المربية الفاضلة، الحادثة تُظهر جليا أن بعض التدابير لا تخطر على البال إلا بعد خطأ يرتكب أو مشكل يحصل... مع التروي والحكمة في إيجاد الحل طبعا.. "واللبيب هو الذي يتعظ بأخطاء غيره". وقلما نجد أما أو أبا متفاعلا مع المدرسة بإيجاية كهذه... فتحية تقدير للأم (والأب طبعا) فقد قدمت مصلحة المدرسة على مصلحة ابنها. وأوصي كذلك إخواني المأطرين وأخواتي المربيات على الحرص من بلل المتعلمين أثناء استعمال الماء خاصة في أيام الشتاء الباردة.
بورك فيكم أستاذة على تعليم البراعم أهميّة تنظيم الأسنان والمحافظة عليها، كما نشكرك على نقل تجربتك إلينا، ونبلّغ شكرنا الجزيل لهاته الأمّ الفاضلة التي بادرت بدل الشّكوى كما اشرت في مقالك فما أحوجنا لمثيلاتها و أمثالها، نسأل الله القبول منها إن شاء الله.
جميل جدا مثل هذه التجارب أستاذة فالحمد لله أن وجدنا من يقدر مثل هذه المبادرات فالأستاذ يعلم و الولي يحرص على التطبيق و إلا فلا تكون هناك نتيجة حسنة في سلوك التلميذ وما قامت به الولية لأخذ المسؤولية فتحية تقدير لها لأن كل التلاميذ سيستفيدون من مبادرتها وربما سيأخذ الأولياء العبرة منها فنجد أطرافا عدة تتعلم من تجارب الأساتدة تقبل الله سعيكم سلام